الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب الثامن عشر: في دعاء الإفطار إلخ

صفحة 249 - الجزء 1

  السلام -⁣(⁣١)، قال: سُئل هشام بن حسان⁣(⁣٢) أي شيء كان الحسن يقول إذا رأى الهلال؟ قال: كان يقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ شَهْرَ بَرَكَةٍ، وَنُورٍ، وَأَجْرٍ، وَمُعَافَاةٍ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَاسِمٌ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيهِ خَيْرًا، فَاقْسِمْ لَنَا فِيهِ مِنْ خَيْرٍ، كَمَا قَسَمْتَ فِيهِ بَيْنَ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ»⁣(⁣٣).

  وعن قتادة أنه بلغه أن نبي الله ÷ كان إذا رأى الهلال قال: «هِلَالُ خَيرٍ ورُشدٍ ثَلَاثًا، آمَنتُ بالَّذِي خلقَكَ" ثلاثَ مراتٍ ثم يقولُ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا، وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا» أخرجه أبو داود مرسلًا⁣(⁣٤).

قوله: الباب الثامن عشر: في دعاء الإفطار إلخ

  أحاديث الباب متقاربة⁣(⁣٥): أخرج لجملتها شاهدًا أبو داود⁣(⁣٦)، وكان ÷ يفطر قبل الصلاة على رطبات، فإن لم فتمراتٍ، فإن لم فعلى ماء وهو طهور. رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود⁣(⁣٧)، ولكن حديث أنس أشار إليه ابن القيِّم إشارة، وكذا ما بعده؛ لتقارب اللفظ⁣(⁣٨).


(١) هكذا في النسخ عن "الحسن السبط #"، ولعل الصواب عن الحسن البصري.

(٢) هشام بن حسان القردوسي من أهل البصرة كنيته أبو عبد الله، قال الذهبي، وابن معين: ثقة، وقال ابن عدي: صدوق، وقال ابن المديني: ثبت، توفي سنة (١٤٨ هـ). ينظر: البخاري، التاريخ الكبير: (٨/ ١٩٧ رقم ٢٦٨٩) وابن أبي حاتم، الجرح والتعديل: (٩/ ٥٤ - ٥٥ رقم ٢٢٩)، والمزي، تهذيب الكمال: (٣٠/ ١٨١ رقم ٦٥٧٢).

(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٢/ ٣٤٣ رقم ٩٧٣١ و ٩٧٣٣)، وما بين المعقوفتين من مصنف ابن أبي شيبة.

(٤) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ٤٢٣ رقم ٥٠٩٢).

(٥) عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: "إِذَا قُرِّبَ إِلَى أَحَدِكُمْ طَعَامٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، تَقَبَّلْهُ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ: وعن بقية بن الوليد حدثني الْحَارِثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِنَّ لِكُلِّ صَائِمٍ دَعْوَةً، فَإِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ، فَلْيَقُلْ عِنْدَ أَوَّلِ لُقْمَةٍ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، اغْفِرْ لِي»، وعن علي # بزيادة: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَبَقِيَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧١)، وعزاه إلى المرشد بالله، في الأمالي الخميسية: (٢ - ١ /ص ٦٠ و ٣٤٤ و ٣٨٤ رقم ١٢١٣ و ١٣٧١ و ١٥٨٤).

(٦) أخرجه أبو داود في سننه: (٤/ ٤٠ رقم ٢٣٥٨).

(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٠/ ١١٠ رقم ١٢٦٧٦)، والترمذي في سننه: (٣/ ٧٠ رقم ٦٩٦)، وأبو داود في سننه: (٤/ ٣٩ رقم ٢٣٥٦).

(٨) ينظر: ابن القيم الجوزية، الطب النبوي: (١/ ٢٣٤).