قوله: الباب الثامن عشر: في دعاء الإفطار إلخ
  السلام -(١)، قال: سُئل هشام بن حسان(٢) أي شيء كان الحسن يقول إذا رأى الهلال؟ قال: كان يقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ شَهْرَ بَرَكَةٍ، وَنُورٍ، وَأَجْرٍ، وَمُعَافَاةٍ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَاسِمٌ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيهِ خَيْرًا، فَاقْسِمْ لَنَا فِيهِ مِنْ خَيْرٍ، كَمَا قَسَمْتَ فِيهِ بَيْنَ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ»(٣).
  وعن قتادة أنه بلغه أن نبي الله ÷ كان إذا رأى الهلال قال: «هِلَالُ خَيرٍ ورُشدٍ ثَلَاثًا، آمَنتُ بالَّذِي خلقَكَ" ثلاثَ مراتٍ ثم يقولُ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا، وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا» أخرجه أبو داود مرسلًا(٤).
قوله: الباب الثامن عشر: في دعاء الإفطار إلخ
  أحاديث الباب متقاربة(٥): أخرج لجملتها شاهدًا أبو داود(٦)، وكان ÷ يفطر قبل الصلاة على رطبات، فإن لم فتمراتٍ، فإن لم فعلى ماء وهو طهور. رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود(٧)، ولكن حديث أنس أشار إليه ابن القيِّم إشارة، وكذا ما بعده؛ لتقارب اللفظ(٨).
(١) هكذا في النسخ عن "الحسن السبط #"، ولعل الصواب عن الحسن البصري.
(٢) هشام بن حسان القردوسي من أهل البصرة كنيته أبو عبد الله، قال الذهبي، وابن معين: ثقة، وقال ابن عدي: صدوق، وقال ابن المديني: ثبت، توفي سنة (١٤٨ هـ). ينظر: البخاري، التاريخ الكبير: (٨/ ١٩٧ رقم ٢٦٨٩) وابن أبي حاتم، الجرح والتعديل: (٩/ ٥٤ - ٥٥ رقم ٢٢٩)، والمزي، تهذيب الكمال: (٣٠/ ١٨١ رقم ٦٥٧٢).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: (٢/ ٣٤٣ رقم ٩٧٣١ و ٩٧٣٣)، وما بين المعقوفتين من مصنف ابن أبي شيبة.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ٤٢٣ رقم ٥٠٩٢).
(٥) عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: "إِذَا قُرِّبَ إِلَى أَحَدِكُمْ طَعَامٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، تَقَبَّلْهُ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ: وعن بقية بن الوليد حدثني الْحَارِثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِنَّ لِكُلِّ صَائِمٍ دَعْوَةً، فَإِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ، فَلْيَقُلْ عِنْدَ أَوَّلِ لُقْمَةٍ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، اغْفِرْ لِي»، وعن علي # بزيادة: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَبَقِيَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧١)، وعزاه إلى المرشد بالله، في الأمالي الخميسية: (٢ - ١ /ص ٦٠ و ٣٤٤ و ٣٨٤ رقم ١٢١٣ و ١٣٧١ و ١٥٨٤).
(٦) أخرجه أبو داود في سننه: (٤/ ٤٠ رقم ٢٣٥٨).
(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٠/ ١١٠ رقم ١٢٦٧٦)، والترمذي في سننه: (٣/ ٧٠ رقم ٦٩٦)، وأبو داود في سننه: (٤/ ٣٩ رقم ٢٣٥٦).
(٨) ينظر: ابن القيم الجوزية، الطب النبوي: (١/ ٢٣٤).