فصل: وإذا قلق على فراشه أو أرق أو كان يفزع في منامه
فصل: وإذا قلق على فراشه أو أرق أو كان يفزع في منامه
  فروي عن زيد بن ثابت قال: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ أَرَقًا أَصَابَنِي في منامي، فَقَالَ: " قُلِ اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حَيُّ قَيُّومٌ، [لَا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ](١)، أَهْدِئْ لَيْلِي، وَأَنِمْ عَيْنِي"، فَقُلْتُهَا، فَأَذْهَبَ اللَّهُ ø عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ" أخرجه ابن السني(٢).
  قوله: هَدَأَت: أي رقدت، واهدِ: بغير همزة، وقيل: اهْدِأ بالهمز في آخره وهو في شرح العدة: أي: (سكَّنه)(٣)؛ لأن أنام فيه(٤).
  قال النووي: وروينا في كتاب ابن السني عن ابن حبَّان بفتح الحاء وبالباء الموحدة - أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ(٥) أَصَابَهُ أَرَقٌ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ ÷ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَوَّذَ عِنْدَ مَنَامِهِ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونَ" هذا حديث مرسلٌ(٦).
  محمد بن حبَّان(٧): تابعي، قال أهل اللغة: " الأرقُ " هو: السَّهَرُ(٨).
  وفي رواية: أن خالدا قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِنَ الأَرَقِ، فقال ÷:
(١) ما بين المعقوفتين من عمل اليوم والليلة لابن السني: (١/ ٦٧٦، ٦٧٧).
(٢) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ٦٧٦، ٦٧٧)، وابن كثير في جامع المسانيد والسُّنَن الهادي لأقوم سَنَن (٣/ ١٦٤ رقم ٣٤٧٥)، وعزاه إلى أبو يعلى الموصلى، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (١٠/ ١٢٨ رقم ١٧٠٧١)، رواه الطبراني، وفيه عمرو بن الحصين العقيلي، وهو متروك.
(٣) في (أ، ب، ج): (يسكنه)، والصواب ما أثبتناه من (د).
(٤) معنى هدأت أَي سكنت بِمَا حصل فِيهَا من النّوم. الشوكاني، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين: (١/ ١٤٢).
(٥) خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي، اختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر خالد بعد الحديبية. وقيل: بل كان إسلامه بين الحديبية وخيبر. وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رَسُول اللَّهِ ÷ من بني قريظة. وقيل: بل كان إسلامه سنة ثمان، شهد مع رسول الله ÷ فتح مكة. ينظر: ابن عبد البر الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (٢/ ٤٢٧ رقم ٦٠٣).
(٦) ذكره النووي في الأذكار: (١/ ١٨٩ رقم ٥٣٥).
(٧) محمد بن يحيى بن حبَّان الأنصاري المازني أبو عبد الله، فقيه تابعي. ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٣٤/ ٤٣١).
(٨) الفيروزآبادى، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (المتوفى: ٨١٧ هـ): القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط ٨ (١٤٢٦ هـ/ ٢٠٠٥ م) (١/ ٨٦٤).