نبذة في مصطلح الحديث
  إلا أن ابن عبد البر(١) قال: "لَا يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي نَكَارَتِهِ وَضَعْفِهِ " والله أعلم(٢).
  حديث أبي بكر(٣)، رواه الترمذي والبيهقي، قال الترمذي: غريبٌ تفرَّد به (ضعيفٌ)، قيل: هو اسم رجلٍ، والمناسب أن يكون اسم رجل، وهو معنى الغريب عنده(٤).
نبذة في مصطلح الحديث
  ولنذكر نبذة في مصطلح أهل الحديث؛ ليستفيد بها المطلع على ما هنا؛ لِبُعد أكثر الأصحاب في هذا الزمان عن معرفة مصطلح الحديث، وكثرة دوران لفظ: صحيح، وحسن، وغريب، ومنكر، ونحوها في هذا التخريج، مما حقَّقه ابن بهران(٥)، ومحمد بن إبراهيم الوزير في التنقيح، وغيرهما
  فالحديث ينقسم إلى أقسام: أولها المتواتر: وهو ما أفاد العلم الضروري بنفسه(٦) قلت: هذا (من)(٧) إطلاقهم، والأولى أن يقيد الضروري بأن يفيد الضرورة إلى المراد
= المصطفى: (٢/ ٤٠٨ رقم ٥٩٧).
(١) يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، أحد الحفاظ، مؤرخ وأديب وفقيه، ولد سنة (٣٦٨ هـ)، وتوفي سنة (٤٦٣ هـ) له "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، و"والاستذكار لمذاهب علماء الأمصار". ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء ١٨/ ١٥٣.
(٢) ينظر: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله النمري (المتوفى: ٤٦٣ هـ): جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله تحقيق: سالم محمد عطا، محمد علي معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١ (١٤٢١ هـ/ ٢٠٠٠ م): (٨/ ٢٢٢).
(٣) عن أبي بكر مرفوعا «اللهمَّ خِرْ لِي واخْتَر لي». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٧٤)، وعزاه إلى السخاوي في المقاصد الحسنة: (١٦٠).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٣٥ رقم ٣٥١٦)، وقال: "هذا حديث غريب"، والبيهقي في شعب الإيمان: (١/ ٢١٩ رقم ٢٠٤).
(٥) لعل ما نقله عن ابن بهران في كتابه المعتمد من حديث سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد ÷ اختصره من جامع الأصول. ينظر: الوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية: (ص ١٠٢١).
(٦) قال في نزهة النظر (ص ٢١): فالأول المتواتر: وهو المفيد للعلم اليقيني، فأخرج النظري على ما يأتي تقريره بشروطه. واليقين: هو الاعتقاد الجازم المطابق، وهذا هو المعتمد أن الخبر المتواتر يفيد العلم الضروري، وهو الذي يضطر الإنسان إليه بحيث لا يمكن دفعه، وقيل: لا يفيد العلم إلا نظريا، وليس بشي لأن العلم بالتواتر حاصل لمن ليس له أهلية النظر كالعامي، إذ النظر ترتيب أمور معلومة أو مظنونة ليتوصل بها، إلى علوم أو ظنون، وليس في العامي أهلية ذلك، فلو كان نظريّا لما حصل لهم، ولاح بهذا التقرير الفرق بين العلم الضروري والعلم النظري.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج).