الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: آداب الدعاء

صفحة 104 - الجزء 1

  مالكًا، وهنا إذا عرض ذكر مالك فسيُذكر باسمه إن شاء الله؛ لِنُدُورِهِ هنا، وإذا قلت: أخرجه الستَّة: فالمراد بهم من عدا أحمد⁣(⁣١)، وإذا قلت: أخرجه الخمسة فهم من عدا البخاري أو مسلم⁣(⁣٢)، وإذا قلت: أخرجه الأربعة أو أهل السنن فهم الخمسة دون أحمد⁣(⁣٣)، وإذا قلت: أخرجه الثلاثة فهم الأربعة إلا ابن ماجة⁣(⁣٤)، وإذا قلت: أخرجه الشيخان فهم البخاري ومسلم، وإذا قلت: متفق عليه فكذلك⁣(⁣٥)، وقد يدرج معهما أحمد، وإذا أطلق الحاكم فهو في المستدرك، وإذا أطلق الطبراني فالمراد في المعجم الكبير، وإذا أطلق البيهقي فالمراد في السنن الكبرى، وما عدا ذلك فهو مذكور بلفظه، وبالله الثقة والعون.

فصل: آداب الدعاء

  قد تعرَّضنا في ديباجة الأصل لآداب⁣(⁣٦)، وربَّما دعت الحاجة هنا إلى ذكر بعض مما لم يلم به الأصل، وربما اتفقا استيفاءً للمادة، وكون ما هنا مستقلًا بالذات فيستدعي حينئذ استغناء الصفات؛ فمن ذلك ما هو أمسّ بحال الداعي من الآداب الذاتية ثم المتعدية؛ فمنها طهارة ذاته؛ ولذا روي في البحر: " أن النبي ÷ تيمم لرد السلام من جدار حائط حَتَّه بعصاه "⁣(⁣٧)، ومنها: طهارة


(١) يعني: البخاري ومسلم وابن ماجة والترمذي وأبو داود والنسائي المعروفون بالكتب الستة، والأصول الستة، أو الأمهات الست.

(٢) الأشهر ماعدا البخاري.

(٣) الأشهر أنهم أصحاب الأمهات الست ماعدا البخاري ومسلم.

(٤) يعني: الترمذي وأبو داود والنسائي.

(٥) أي يعني البخاري ومسلم.

(٦) ينبغي أن يحسن الظن بالله تعالى ولا يستبعد الإجابة، وأن يعرف قدر الدعاء وما يدعو به والمدعو تعالى، فإن أحد ركني العبادة الدعاء، وأن يعرف أن الله تعالى أعظم من يُوقِّر ويتواضع له، فإذا كان الإنسان في الدعاء فهو بين يدي ملك الملوك، تبارك وتعالى، وليعلم أن الله يبغض الملحّ المُلْحِف إلا في دعائه وبيده الإيجاد والإعدام، ولا يملَّ فإن الله تعالى لا يملُّ حتى يملَّ العبد، ويختم الدعاء بالصلاة على النبي ÷ وأن لا يكون حاله كعبد السوء كما حكى الله ø، وهو أن يتضرع إلى الله ويفزع إليه في الشدائد وينساه ويستغني عنه في السرَّاء ونحوها، قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ}⁣[يونس: ١٢] ذكره الويسي، الإمام أحمد بن هاشم، مقدمة السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ في مُسْتَخْلَصِ المرْفُوْعِ مِن الأَدْعِيَةِ: بتصرف من: (ص ١٩ - ٢٠).

(٧) أخرجه الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى في البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار، مؤسسة الرسالة، =