فصل: في القول عند المصيبة من حديث الباب عن أمير المؤمنين #
  وحديث علي #(١)، الآتي عند سماع الثناء عليه داخل في جملته.
فصل: في القول عند المصيبة من حديث الباب عن أمير المؤمنين #
  وعن أبي هريرة مرفوعًا: «لِيَسْتَرْجِعْ أَحَدُكُمْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي شِسْعِ نَعْلِهِ فَإِنَّهُ مِنَ الْمَصَائِبِ». ذكره ابن القيِّم في الكلم(٢)، والبزَّار بسندٍ ضعيفِ(٣)، والبيهقي في الشُعب(٤) برواية السِّيوطي في الدُّر(٥)، وذكر له شواهد.
  وعن أبي سلمة أن رسول الله ÷ قال: «إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي فِيهَا وَأَبْدِلْنِي مِنْهَا خَيْرًا ". فَلَمَّا قُبِضَ(٦) قَالَتْ: أُمُّ سَلَمَةَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي فَأْجُرْنِي فِيهَا» رواه الترمذي، وقال: حسنٌ غريبٌ، والنسائي، وابن ماجة(٧).
  وعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله ÷ يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ» وذكرت الحديث، وفي آخره: «إِلاَّ آجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَخَلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا»، قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ ÷، فَأَخْلَفَ اللهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ، رسول الله، وقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}(٨) (٩) ومن هذا
(١) عن علي # قال: ماتت أمي فأتيت النبي ÷ فقلت: ماتت أمي، فقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٩٦)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه.
(٢) ينظر: ابن قيم الجوزية، الوابل الصيب من الكلم الطيب: (١/ ١١٦).
(٣) أخرجه البزار في مسنده: (٨/ ٤٠٠ رقم ٣٤٧٥).
(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: (٢/ ٣٦٨ رقم ١٠٧٩) بلفظ مقارب.
(٥) أخرجه السيوطي، الدر المنثور: (١/ ٣٨٠).
(٦) في هامش (ج): (يعني أبو سلمة).
(٧) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ٥٣٣ رقم ٣٥١١)، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ"، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٩٣ رقم ١٠٨٤٢)، وابن ماجة في سننه: (١/ ٥٠٩ رقم ١٥٩٨) واللفظ للترمذي.
(٨) سورة البقرة: ١٥٧.
(٩) أخرجه أحمد في مسنده: (٤٤/ ٢٤٧ رقم ٢٦٦٣٥)، ومسلم في صحيحه: (٢/ ٦٣٢ رقم ٤ - (٩١٨)، والبيهقي في شعب الإيمان (١٢/ ١٨٢ رقم ٩٢٤٧).