فضل آية الكرسي
  وعن عقبة بن عمرو(١): أخرجه الجماعة بلفظه من حديث أبي مسعود(٢).
  قوله: (كفتاه) يحتمل عن قيام الليل، وقيل: عن كلِّ سوءٍ ومكروهٍ، ويحتمل الجميع، والله أعلم.
  وعن النعمان بن بشير(٣)، عن النبي ÷ قال: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَأَىنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ» رواه الترمذي وحسَّنه، والنسائي، وابن حبَّان في صحيحه، والحاكم، وقال: على شرط مسلم(٤).
  وعن أبي ذر | عن النبي ÷ قال: «إِنَّ اللَّهَ خَتَمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِآيَتَيْنِ أَعْطَانِيهِمَا مِنْ كَنْزِهِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَعَلَّمُوهُنَّ، وَعَلِّمُوهُنَّ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُم، فَإِنَّهَا صَلَاةٌ، وَقُرْآنٌ، وَدُعَاءٌ». أخرجه الحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم(٥).
فضل آية الكرسي
  قد تقدَّم منَّ فضلها شيءٌ، وهي حَرِيَّةٌ باستغراق مجلَّداتٍ، وقد أبان وأطنب وأسهب في فضلها السيوطي في الدرِّ المنثور، ونذكر من شواهد حديث الباب يسيرًا إضافةً إلى ما سبق.
  حديث أمير المؤمنين #(٦): لم أجد من أخرجه(٧).
(١) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرِو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَنْ قَرَأَ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٤١)، وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ١٤٤ رقم ٥٢٢).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٨/ ٣٢٣ رقم ١٧٠٩٦) والبخاري في صحيحه: (٤/ ١٩٢٣ رقم ٤٧٥٣)، ومسلم في صحيحه: (١/ ٥٥٥ رقم ٢٥٦ - (٨٠٨)، وابن ماجه في سننه: (١/ ٤٣٦ رقم ١٣٦٩)، وأبو داود في سننه: (٢/ ٥٤٤ رقم ١٣٩٧)، والترمذي في سننه: (٥/ ١٥٩ رقم ٢٨٨١)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٦٥ رقم ١٠٤٦٥).
في النسخ ابن مسعود والصواب ما أثبت أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري شهد العقبة وبدرا وأحدا وما بعدها، توفي سنة ٤٠ هـ. ينظر: الإصابة ٤/ ٥٢٤.
(٣) النعمان بْن بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة الأنصاري، له صحبة، قتل سنة (٦٤ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٤/ ١٤٩٦ رقم ٢٦١٣).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٥٩ رقم ٢٨٨٢) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ"، والنسائي في سننه: (٩/ ٣٥٤ رقم ١٠٧٣٧)، وابن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٦٢ رقم ٧٨٢)، والحاكم في مستدركه: (٢/ ٢٨٦ رقم ٣٠٣١).
(٥) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٧٥٠ رقم ٢٠٦٦) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ».
(٦) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ # أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَا أَرَى رَجُلًا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ وَأَدْرَكَ عقله فِي الْإِسْلَامِ يَبِيتُ أَبَدًا حَتَّى يَقْرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة: ٢٥٥] حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا هِيَ إِنَّمَا أُعْطِيَهَا نَبِيُّكُمْ ÷ مِنَ الْكَنْزِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَ نَبِيِّكُمْ ÷"، ثُمَّ قَالَ: " مَا أَتَتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ قَطُّ حَتَّى أَقْرَأُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ: أَقْرَأُهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَأَقْرَأهَا فِي وَتْرِي، وَأَقْرَأُهَا حِينَ آخُذُ مَضْجَعِي مِنْ فِرَاشِي ". ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٤١).
(٧) رواه أبو عبد الله محمد بن نصر بن الحجاج المَرْوَزِي (المتوفى: ٢٩٤ هـ) في مختصر [قيام الليل وقيام رمضان وكتاب =