الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

(بحث مفيد في تحقيق صحة الأحاديث في فضائل السور من القرآن)

صفحة 433 - الجزء 1

  عددًا، ويقاس باقي تلك الفضائل على هذا، وقد استوفينا البحث في الأصل، مع أن البخاري وغيره قد أخرج لأُبَّي حديثًا في فضل آية الكرسي، وهو وغيره أخرج عن غيره في فضائل البقرة وغيرها ما هو في حديث أُبَّي، وبعضها يقرب منه، ويقال: الفرق في تسليم فضائل ما ذكر وما لم يُذكر عن غيره تحكمًا واستبعادًا لقدر الفضل والجزاء، وخير الله أكثر وأطيب، والله أعلم.

(بحثٌ مفيدٌ في تحقيق صحَّة الأحاديث في فضائل السور من القرآن)

  فائدةٌ مهمةٌ جدًا: اعلم أنَّا قد ختمنا باب الذكر المطلق بشيءٍ من الأذكار القرآنية كما ترى، وذلك غير ما قد ذكر في غضون مواضعَ خاصةٍ مقيدةٍ بأوقاتٍ وأزمان، وغير ما في صدر هذا المختصر، وإذا نظرت في الجميع وجدته نصيبًا وافرًا والمتروك أكثر، فكتاب الله لا تنفد عجائبه، وكلُّ ما ذكرناه في جميع المواضع بطرائقَ وأسانيد مختلفة صحيحة تنتهي إلى رجالٍ من الصحابة مختلفين، ولم نذكر من أسانيد فضل القرآن المعروفة في (الكشاف) وسائر كتب التفسير، بل ولا ما في (أمالي المرشد بالله #) من طريق أُبَّي بن كعب من حديثه المشهور في فضائل القرآن سورةً سورة إلَّا حديثًا أو حديثين في ديباجة الكتاب المذكور تبركًا⁣(⁣١)، والسبب أنه قد اشتهر بين المتأخِّرين عدم صحة ذلك، وكلُّ ذلك تقليدٌ تلقاه خلف المتأخِّرين عن سلَفهم، وميلًا إلى باطل ما رواه الشريف العلوي (¦)⁣(⁣٢) رواية عن محيي الدين النووي قال في شرحه على (الكشاف) ما لفظه: "قال محيي الدين النووي صاحب "الروضة": ومن الموضوع الحديث المروي عن أُبّي بن كعب سورة سورة، قال الصغاني⁣(⁣٣): وضعه رجلٌ من أهل عبدان وقال: لما رأيت


(١) عن أبي بن كَعْب انه قَالَ: (أَيّمَا مُسلم قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب أُعطي من الْأجر كَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة وَمن قَرَأَ آل عمرَان بِكُل آيَة مِنْهَا أَمَانًا عَلَى جسر جَهَنَّم وَمن قَرَأَ سُورَة النِّسَاء أعطي من الْأجر كَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة وَمن قرا الْمَائِدَة أعطي عشر حَسَنَات ومحي عَنهُ عشر سيئات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات بِعَدَد كل يَهُودِيّ وَنَصْرَانِي تَنَفَّسَ فِي الدُّنْيَا، وَمن قَرَأَ سُورَة الْأَنْعَام صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك وَمن قَرَأَ الْأَعْرَاف ...... ينظر: المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ١٢٢)، الواحدي الوسيط ٢/ ١٤٥، الكشاف ١/ ٧٤٩.

(٢) لعل المراد هنا يحيى بن القاسم العلوي ولد سنة (٦٨٠ هـ) علامة رحالة مفسر لغوي شاعر، توفي سنة (٧٣٥ هـ)، وله تحفة ذوي الإشراف في كشف غوامض الكشاف، وغيره. ينظر: الشوكاني، البدر الطالع: (٢/ ٣٤٠).

(٣) ينظر: الصَّغاني، الحسن بن مُحَمَّد بن حسن المتوفى سنة (٦٥٠ هـ): الدر الملتقط في تبيين الغلط: (مخطوط)، =