الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب التاسع عشر: في أذكار السفر

صفحة 251 - الجزء 1

قوله: الباب التاسع عشر: في أذكار السفر

  ينبغي تقديم الاستخارة لمن أراد السفر بصفتها المتقدِّمة، وينبغي توديع المسافر وتوديعه أهله وأصحابه - كما سيأتي، وينبغي التأمير فيه كما في حديث أبي هريرة وأبي سعيد مرفوعًا: «إِذَا خَرَجَ ثَلاَثَةٌ فِي سَفَرٍ، فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ». أخرجه أبو داود، والضياء⁣(⁣١)، والبزَّار في رواية لأبي هريرة: «إِذَا سَافَرْتُمْ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ، وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَكُمْ، وَإِذَا أَمَّكُمْ فَهُوَ أَمِيرُكُمْ» وهو مرفوعٌ عنه، وحسَّنه السيوطي⁣(⁣٢).

  وإذا عزم على السفر فليقرأ سورًا أشار إليها⁣(⁣٣)، حديث جبير بن مطعم⁣(⁣٤) قال: قال له النبيُّ ÷: «[أَتُحِبُّ] يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: «فَاقْرَأْ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ: قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَافْتَتِحْ، كُلّ سُورَةٍ بِ ، وَاخْتِمْ قِرَاءَتَكَ بِ » قَالَ جُبَيْرٌ: وَكُنْتُ غَنِيًّا كَثِيرَ الْمَالِ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فِي سَفَرٍ، فَأَكُونَ أَبَذَّهُمْ هَيْئَةً⁣(⁣٥)، وَأَقَلَّهُمْ زَادًا، فَمَا زِلْتُ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ ÷، وَقَرَأْتُ بِهِنَّ، أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا حَتَّى أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي ذَلِكَ " أخرجه أبو يعلى الموصلي، والضياء، وأبو الشيخ⁣(⁣٦) وقد ذكرنا في الأصل قدر الأسفار واجبها ومحرمها وما بينهما وأهمها ونحو ذلك من كونه بكرةً، وبرفيق، وبتجنب الطيرة⁣(⁣٧).


(١) أخرجه أبوداود في سننه: (٤/ ٢٤٩ رقم ٢٦٠٨)، والضياء المقدسي في المختارة: (٧/ ١٩٥ رقم ٢٦٣٠)، وذكره السيوطي في جمع الجوامع: (١/ ٣٥٩ رقم ٧٨٢/ ١٦٩٧).

(٢) اخرجه البزار في مسنده: (١٥/ ١٩٢ رقم ٨٥٧٧)، والسيوطي في جمع الجوامع: (١/ ٤٠٢ رقم ١٠٣٧/ ١٩٥٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (٢/ ٦٤ رقم ٢٣٢٢) رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

(٣) في (ج) سورة أشار أليها.

(٤) جبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي، له صحبة، توفي سنة (٥٧ هـ)، وقيل: (٥٨ هـ)، وقيل: (٥٩ هـ). ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (١/ ٥١٥ رقم ٦٩٨)، القرطبي، الاستيعاب: (١/ ٢٣٢ رقم ٣١١).

(٥) أبذهم هيئة: من البذاذة رثاثة الهيئة واللباس.

(٦) يعلى في مسنده: (١٣/ ٤١٤ رقم ٧٤١٩)، والسيوطي في جمع الجوامع: (١/ ١١٠ رقم ١٠٤/ ٣١٤) وعزاه الى الضياء، وما بين المعقوفتين من مسند أبي يعلى.

(٧) وينبغي ممن أراد السفر تقديم الإستخارة، والأسفار ثلاثة: واجب، ومباح، ومحرم، ويلحق المندوب =