الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: فيما يرقى به الملدوغ

صفحة 364 - الجزء 1

  إِلَى وَضَحِ سَاقَيِ النَّبِيِّ ÷ فَضَرَبَ صَدْرَهُ وَقَالَ: «بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ أَذْهِبْ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا، قُمْ بِإِذْنِ اللهِ»، فَقَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ شَيْئًا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ» رواه النسائي، والحاكم، ورواه أحمد، وابن ماجة وغيرهما⁣(⁣١)، ثم قال لعامر: اغْتَسِلْ لَهُ " فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ [رِجْلَيْهِ]، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، ثم كَفَأ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، ثم رَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، كذا في المنتقى عن رواية أحمد⁣(⁣٢)، ولابن ماجة نحوه⁣(⁣٣)، والله أعلم.

  وهو بمعنى رواية الشفاء وسمَّاه الوضوء من العين، ووصف وضوء عامر، وزاد فيه قول النبي ÷: «هَلا برَّكتَ عَليه، علامَ يَقْتُلُ أَحَدَكُم أَخَاه؟.

  قال في العدة: فإن كانت التي أصابتها العين دَابَّة نفث فِي منخرها الْأَيْمن وَفِي الْأَيْسَر ثَلَاثًا وَقَالَ: لَا بَأْس أذهب البأس ربَّ النَّاس، اشْفِ أَنْتَ الشَّافي، لَا يكْشفُ الضُرَّ إِلَّا أَنْتَ. رواه ابن مردويه⁣(⁣٤).

فصل: فيما يرقى به الملدوغ

  عن أبي سعيد الخدري: أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ النبي ÷ انْطَلَقُوا فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، فنزلوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فقال بعضُهم: إن سيَّدنا لُدِغَ فهلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنكُم شَيءٌ يَنفعُ صَاحِبَنا؟ فقال رجلٌ مِن القوم: نَعَمْ، واللهِ إني لأَرْقِي، ولكن استضفنَاكُم فأبيتُم أن تُضيِّفونا، ما أنا بِرَاقٍ حتى تَجْعَلُوا لي جُعْلًا، فجعلُوا له قطيعًا مِن الشاءِ، فأتاهُ، فَقَرَأَ عليهِ أُمَّ الكِتَابِ، وتَفَلَ، حتى برأ كأَنَّما أُنْشِطَ من عِقَالٍ،


(١) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٨٠ رقم ١٠٨٠٥)، والحاكم في مستدركه: (٤/ ٢٤٠ رقم ٧٥٠٠) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ"، وأحمد في مسنده: (٢٤/ ٤٦٥ رقم ١٥٧٠٠)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١١٦٠ رقم ٣٥٠٩).

(٢) أخرجه أحمد في مسنده: (٢٥/ ٣٥٦) القرطبي، المنتقى شرح الموطأ: (٧/ ٢٥٧)، وما بين المعقوفتين من مسند أحمد.

(٣) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١٣٦٦ رقم ٤٠٨٢).

(٤) ينظر: الشوكاني، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين: (١/ ٣١٨).