الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: فصل في الأذكار القرآنية

صفحة 416 - الجزء 1

قوله: فصل في الأذكار القرآنية

  اعلم أن القرآن العظيم هو قنطرة العيون إلى جميع المقاصد المرضية، والتماس الإجابة في غيره في الدرجة الثانية بعده، كما أن التماس الهدى في غيره ضلالٌ؛ فيكون المرء على ثقةٍ من قبول التوسُّل به وعظيم ثواب ما لوزم سيَّما ما ورد، ولا تحتاج أحاديثه إلى تخريج، كما يحتاجه غيره: أعني لا يليق التردُّد في فضائله بعد وجود طريقٍ صحيحٍ حتى يوجد له تخريج، مع أن جميع ما ذكرنا هو متكررٌ في كلِّ ما روي فيه شيءٌ من ذلك؛ فتكرُّر الأحاديث بعضها يشهد لبعض، ونذكر ما وقفنا عليه من كتب الحديث وما لا نقف عليه أكثر، وثواب القرآن أعظم ممَّا روينا وأوفر، وما لا شاهد له من كتب الحديث فلا حرج ولا شبهة في صحته، والله أعلم.

  حديث أبي سعيد⁣(⁣١): أخرجه بلفظه الترمذي وحسَّنه⁣(⁣٢)، وعنده من حديث ابن مسعود مرفوعًا: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ (الم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» وحسنه أيضًا⁣(⁣٣) (وهو في الأمالي)⁣(⁣٤).

  وحديث عائشة في الأمالي⁣(⁣٥): أخرجه الشيخان⁣(⁣٦).

  حديث تميم الداري⁣(⁣٧): أخرجه الثلاثة بدون: «مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ» إلى قوله: «فَإِذَا


(١) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: " يَقُولُ اللَّهُ ø: مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ ثَوَابِ السَّائِلِينَ، وَفَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ " ذكره أحمد بن هاشم في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ في مُسْتَخْلَصِ المرْفُوْعِ مِن الأَدْعِيَةِ: (ص ١٣٩)، وعزاه إلى المرشد بالله: (١/ ١٠٤ رقم ٣٩٩).

(٢) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٨٤ رقم ٢٩٢٦) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ».

(٣) أخرجه الترمذي في سننه: (٥/ ١٧٥ رقم ٢٩١٠) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ».

(٤) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٥) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِسُورَةٍ مَلَأَ عَظَمَتُهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلِكَاتِبِهَا مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَرَأَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ قَرَأَ الْخَمْسَ الْأَوَاخِرَ مِنْهَا عِنْدَ نَوْمِهِ بَعَثَهُ اللَّهُ أَيَّ اللَّيْلَ شَاءَ؟»، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «سُورَةُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٣٩)، وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ١٣٩ رقم ٤٩٦).

(٦) أخرجه البخاري في صحيحه: (٦/ ١٦٦ رقم ٤٩٣٧) ومسلم في صحيحه: (١/ ٥٤٩ رقم ٢٤٤ - (٧٩٨).

(٧) عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ÷، قَالَ: " مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي =