قوله: الباب العاشر: في أذكار الاستغفار
  وأما العقيلي وابن العربي(١) فلم يثبتا لحديثها صحةً ولا حسنًا، وأفرط ابن الجوزي فذكره في الموضوعات(٢)، وضعف طرقه ابن حجر وغيره(٣)، وتوقَّف الذهبي(٤)، ولا معنى للتَّضعيف مع هذه الشواهد(٥).
قوله: الباب العاشر: في أذكار الاستغفار
  حديث جابر(٦): وينبغي عند حصول أسباب ذلك وأسبابه كثيرةٌ: فسبب الاستسقاء القحط، وسببه أنواع: من فشو المعاصي والمنكرات، والتظالم، والتمادي في العصيان، وعدم التنبُّه للتوبة، وتأثير الدنيا على الدين، ونقص المكيال والميزان(٧)، وفشو الربا، والحسد ونحو ذلك نجَّانا الله عن كلِّ ما يُغضبه، ووفَّقنا لما يُرضيه، وجنَّبنا معاصيه.
  قال في الكشاف في تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ٩٨}(٨) إلخ ما لفظه: روي أن يونس # بُعث إلى نينوى من أرض الموصل فكذَّبوه، فذهب عنهم مغاضبًا؛ فلما فقدوه خافوا نزول العذاب، فلبسوا المسوح(٩) وعجُّوا أربعين ليلةً، وقيل:
(١) ابن العربي أبو بكر بن بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلي المالكي، ولد بإشبيلية، ورحل إلى المشرق، وبرع في الفقه، والحديث، والأصول، وعلوم القرآن، تصانيفه: شرح على الترمذي، وأحكام القرآن. توفي سنة (٥٤٣ هـ). ينظر: ابن العماد، شذرات الذهب: (٤/ ١٤١)، والذهبي، تذكرة الحفاظ: (٤/ ٨٦).
(٢) ينظر: ابن الجوزي، الموضوعات: (٢/ ١٤٣).
(٣) قال: والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وإن كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن إلا أنه شاذ هذا كلام ابن حجر في تلخيص الحبير (٢/ ٧) وخالف ابن حجر كلامه في الخصال المكفرة للذنوب، فإن قال بعد إيراده للحديث، وما قيل فيه: فهذا الإسناد من شرط الحسن، فإن له شواهد تقويه، وقد أساء ابن الجوزي بذكره إياه في الموضوعات.
(٤) محمد بن أحمد بن عثمان بن قايمار أبو عبد الله ولد سنة (٦٧٣ هـ) بدمشق، محدث، ومؤرخ، مصنف مكثر توفي سناة (٧٤٨ هـ) بدمشق، وله سير أعلام النبلاء، وتذكرة الحفاظ، وغيرهما. ينظر: ابن حجر، الدرر الكامنة: (٣/ ٣٣٦).
(٥) ينظر: ابن حجر، تلخيص الحبير: (٢/ ٧)، والنووي في الأذكار: (ص ٢١٨ - ٢١٩).
(٦) عن جابر قال: رأيت رسول الله ÷ يُوَاكي، فقال: «اللهمَّ اسقنا غيثًا مغيثًا مريعًا نافعًا غير ضارٍ عاجل غير آجل، قال: فأطبقت عليهم السماء»، وفيه رفعه: كان النبي ÷ إذا استسقى قال: «اللهمَّ اسق بلادك، وارحم عبادك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت» يواكي: يتحامل على يديه إذا أراد رفعها ومدهما في الدعاء. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٥٤)، وعزاه إلى ابن بهران في جواهر الأخبار والآثار ٢/ ٨٠.
(٧) في (ب، ج) نقص الميزان والمكيال.
(٨) سورة يونس: ٩٨.
(٩) المسوح: الخشن من الثياب ينظر: جامع غريب الحديث: (١/ ١٩).