الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: في الرقية من العين

صفحة 363 - الجزء 1

  وعن عطية السعدي⁣(⁣١) قال: قال رسول الله ÷: «إِنَّ الغَضَبَ مِنَ الشَيطَانِ، وإِنَّ الشَيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّار، وإنَّما تُطْفَأ النارُ بالماء، فإذا غَضِبَ أحدُكُم فَلْيَتَوَضَّأْ» أخرجه أبو داود⁣(⁣٢).

  وفي حديثٍ آخر: «أَمَرَ مَن غَضِبَ إِن كَانَ قَائمًا أنْ يَجْلِسَ، وإِنْ كَانَ جَالسًا أَنْ يَضْطَجِعَ». ذكره ابن القيِّم في الكَلِمِ الطيِّب⁣(⁣٣)، وإذا كان ذرب اللسان⁣(⁣٤) فقد تقدَّم حديث حذيفة، وسيأتي في باب الذكر المطلق أيضًا شكوت إلى رسول الله ذَرِبَ لِّسَانِي؛ فقال: «أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ». رواه البيهقي وغيره⁣(⁣٥).

فصل: في الرُّقية من العين

  عن عائشة قالت: قال رسول الله ÷: «اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ من العين، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ» رواه ابن ماجة⁣(⁣٦).

  وعن عامر بن ربيعة⁣(⁣٧) قال: خَرَجْتُ أَنَا وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ نَلْتَمِسُ الْخَمْر (فوجدنا الخمر)⁣(⁣٨)، فَأَصَبْنَا غَدِيْرًا خَمْرًا⁣(⁣٩)، فَكَانَ أَحَدُنَا يَسْتَحِي أَنْ يَتَجَرَّدَ وَأَحَدٌ يَرَاهُ فَاسْتَتَرَ صاحبي حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ فَعَلَ نَزَعَ جُبَّةَ صُوفٍ عَلَيْهِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَأَعْجَبَنِي خَلْقُهُ فَأَصَبْتُهُ بِعَيْنٍ، فَأَخَذَتْهُ قَعْقَعَةٌ، فَدَعَوْتُهُ فَلَمْ يُجِبْنِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ÷ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «قُومُوا بِنَا» فَرَفَعَ عَنْ سَاقَيْهِ حَتَّى خَاضَ إِلَيْهِ الْمَاءَ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ


(١) عطية بْن عُرْوَة السعدي، يكنى أَبَا مُحَمَّد، من بني سَعْد بْن بَكْر، من رَوَى عَنِ النَّبِيِّ ÷: إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ. ينظر: ابن عبد البر الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (٣/ ١٠٧٠ رقم ١٨١٨).

(٢) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ١٦٣ رقم ٤٧٨٤).

(٣) ينظر: ابن قيم الجوزية، الوابل الصيب من الكلم الطيب: (١/ ١٣٤).

(٤) الذرب: هو الفاجر الذي لا يبالي ما قال، وقيل: هو الشتام. ينظر: الهروي، الغريبين في القرآن والحديث: (٢/ ٦٧٢).

(٥) أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير: (١/ ٢٤٢ رقم ١٦٧).

(٦) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١١٥٩ رقم ٣٥٠٨).

(٧) عامر بن ربيعة العنزي حليف الخطاب، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وسائر المشاهد، توفي سنة (٣٣ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (٢/ ٧٩٠ رقم ١٣٢٧).

(٨) ما بين القوسين ساقط من (ج).

(٩) الخَمْرُ: كل ماسترك من شجرٍ أوبناءٍ أو غيره. ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث: (٢/ص ٧٧).