الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

قوله: الباب التاسع والثلاثون: في زيارة قبور الصالحين

صفحة 507 - الجزء 1

  وأبو داود، والنسائي، مع بعض اختلافٍ في يسير من الألفاظ⁣(⁣١).

  وأما ثبوت عذاب القبر جملةً فهو قطعيٌّ⁣(⁣٢)، الكتاب والسُّنة ناطقان به، واجتمع على روايات أحاديثه الموالف والمخالف، نجانا الله منه ومن كلِّ هول في الدنيا والآخرة، إنه على كلِّ شيءٍ قدير، وبالإجابة جدير، ورزقنا العافية فيهما من كلِّ مكروه. آمين.

قوله: الباب التاسع والثلاثون: في زيارة قبور الصالحين

  حديث ابن عمر⁣(⁣٣): قال السخاوي: رواه أبو الشيخ⁣(⁣٤)، وابن أبي الدنيا وغيرهما عنه، وهو في صحيح ابن خزيمة، وأشار إلى تضعيفه، وهو عند أبي الشيخ، والطبراني، وابن عدي، والدارقطني، والبيهقي، ولفظهم: «كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي»، وضعفه البيهقي⁣(⁣٥).

  قال الذهبي: طرقُه كلُّها ليِّنة، لكن يتقوَّى بعضها ببعض؛ لِأَنَّ مَا فِي رُوَاتِهَا مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ وَمِنْ أَجْوَدِهَا: «مَنْ زَارَني بَعْدَ مَوْتِي فكَأنَما زَارَنِي فِي حَيَاتِي»⁣(⁣٦) ورواه ابن


= مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: الْمُنْكَرُ، وَلِلْآخَرِ: النَّكِيرُ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: مَا كَانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ، نَمْ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ، فَيَقُولَانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ العَرُوسِ الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ، فَقُلْتُ مِثْلَهُ، لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ: التَئِمِي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلَاعُهُ، فَلَا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٨٠)، وعزاه إلى المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (٢/ ٤٢٢ رقم ٢٩٨٠).

(١) أخرجه البخاري في صحيحة: (١/ ٤٦٢ رقم ١٣٠٨)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢٢٠٠ رقم ٧٠ - (٢٨٧٠) وأبو داود في سننه (٧/ ١٢٩ رقم ٤٧٥١)، والترمذي في سننه: (٣/ ٣٧٥ رقم ١٠٧١) والنسائي في سننه الكبرى: (٢/ ٤٧٢ رقم ٢١٨٨).

(٢) في إثبات مسألة عذاب القبر خلاف، وممن نفاه من أئمة الزيدية كالناصر الأطروش وابني الهادي، وممن قال بثبوته لا يقطع باستمراره ولا وقت معين. ينظر: المعراج إلى كشف أسرار المنهاج ج ٢/ ٣١٢، والدر المنظوم الحاوي إلى أنواع العلوم ١/ ٧٠٤ (المكتبة الشاملة).

(٣) عن ابن عمر مرفوعًا " مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٨٤)،

(٤) أبو الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصفهاني المعروف بأبي الشيخ، ولد (٢٧٤ هـ) محدث حافظ مصنف توفي (٣٦٩ هـ) له كتاب السنة والعظمة وغيرهما.

(٥) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير: (١٢/ ٤٠٦ رقم ١٣٤٩٦)، والبيهقي في سننه الكبرى: (٥/ ٤٠٣ رقم ١٠٢٧٤). والدارقطني في سننه: (٣/ ٣٣٣ رقم ٢٦٩٣)، والفاكهي في أخبار مكة: (١/ ٤٣٥ رقم ٩٤٩).

(٦) ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام: (٤/ ٦٦٣).