[حكم المرسل]
[حكم المرسل]
  وقد اختلف الناس في المرسل: فقيل: تقبل مراسيل أئمة الحديث الموثوق بهم المعروف تحريهم، وقال الشافعي: تقبل المراسيل ممن عرف أنه لا يُرسِل إلا عن ثقةٍ كابن المسيَّب بشرطين:
  أحدهما: كون المرسل من كبار التابعين أو الصحابة(١).
  الثاني: أن يعتبر صحة حديث هذا المرسل بأشياء تفيد (ظنَّ)(٢) صحته منها موافقته للحفاظ(٣) و [أن يكون إذا سمى من روى عنه] لم يسم مجهولًا فيمن يسميه ولا مرغوبًا عن روايته. ذكره كثير عن الشافعي(٤).
  وذهب الزيدية، والمالكية، والحنفية إلى قبول المرسل، وخالف في ذلك أكثر المحدثين(٥)، واحتج أصحابنا بوجوه: الأول: إجماع الصحابة والتابعين، من ذلك حديث البراء بن عازب في جمع من الصحابة: ليس كلما أحدثكم سمعته من رسول الله ÷ إلا أنا لا نكذب. وحديث ابن عباس ® عن رسول الله ÷: «لَا رِبَا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ»(٦)، ثم قال: حدثني به أسامة بن زيد(٧)، واشتهر الإرسال فيهم وشاع وذاع، ولم ينكر(٨)، رواه الإمام المنصور بالله # في الصفوة، والرصاص(٩) في الجوهرة(١٠)، ثم ذكر
(١) في (ب، ج) من كبار التابعين والصحابة.
(٢) هكذا في النسخ (ب، ج، د) وغير موجودة في (أ).
(٣) في (أ، ب) للحافظ.
(٤) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٢٨٥).
(٥) ينظر: الخطيب، أبو بكر أحمد بن علي البغدادي: الكفاية في علم الرواية دار الكتاب العربي، بيروت، ط ٢ (١٤٠٦ هـ/ ١٩٨٦ م): (٤٢٣)، وابن الصلاح، علوم الحديث: (٥٥).
(٦) أخرجه أحمد في مسنده: (٣٦/ ٩٥ رقم ٢١٧٦٢)، والبخاري في صحيحه: (٢/ ٧٦٢ رقم ٢٠٦٩)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ٧٥٨ رقم ٢٢٥٧)، والنسائي في سننه الكبرى: (٦/ ٥٠ رقم ٦١٣٠) وغيرهم.
(٧) أسامة بن زيد بن حارثة، له صحبة، توفي سنة (٥٤ هـ). ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب: (١/ ٥٧ رقم ٢١).
(٨) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٢٨٩).
(٩) أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، أصولي علامة مشهور، وسياسي، عيب عليه مشاركته في الأحداث التي ساهمت في مقتل الإمام الشهيد أحمد بن الحسين، توفي سنة (٥٧٥ هـ)، له: جوهرة الأصول، وتذكرة الفحول، والوسيط وغيرهما. ينظر: زبارة، أئمة اليمن: (١/ ١٧١ - ١٧٦)، والوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية: (ص ١٦٤).
(١٠) ينظر: عبد الله بن حمزة (المتوفى: ٦١٤ هـ): صفوة الاختيار، تحقيق: إبراهيم هادي الحمزي، مركز أهل البيت =