الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الخاتمة

صفحة 528 - الجزء 1

الخاتمة

  الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته المنتجبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

  إنَّ ذكر الله تعالى نعمةٌ كبرى، ومنحةٌ عظيمة، به تُستَجْلَبُ النعم، وبمثله تُدفع النقم، وهو قُوْتُ القلوب، وقُرَّةُ العيون، وسرور النفوس، وَرَوْحُ الحياة، وحياة الأرواح، لا يستغني عنه المسلم بحالٍ من الأحوال؛ فما أشدَّ حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه.

  وكتاب «الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة المنجية في الأدعية المأثورة»، للإمام أحمد بن هاشم بن محسن الويسي، له دور في تهذيب النفوس، وربطها بالله تعالى؛ فقد جعله مؤلفُه كتاب تذكير لمن يطالعه، ورسم فيه للمسلم من خلال أحاديث النبي ÷ مسيرة حياته كاملة.

  وبتوفيق الله تعالى بذلت جهدًا في إخراج هذا المخطوط في الصورة الأقرب إلى ما تركه المؤلف، في حلِّةٍ جميلة بقدر الاستطاعة، ولا أدَّعي الكمال؛ فإن الكمال لله وحده.

  ومن خلال الدارسة والتحقيق لهذا الكتاب تبيَّن لي بعض النتائج المهمة وهي:

  ١ - تعرفت على شخصيةٍ من الشخصيات العلمية في اليمن، لها جهودٌ مشكورةٌ في خدمة السنُّة النبويَّة، وهو مؤلف هذا الكتاب:

  نشأ أحمد بن هاشم الويسي في بيئةٍ علميةٍ صالحة، وتتَّلمذ على أيدي جماعةٍ من أعيان عصره في مختلف العلوم، وتنقَّل في الأخذ في عدَّة هِجَرٍ علميةٍ، وتتَّلمذ على يديه الكثير أيضًا، فهو عَلَّامةٌ وإمامٌ ومجاهدٌ، له مشاركةٌ سياسيةٌ في أحداث عصره.

  ٢ - كانت اليمن في عصر المؤلف عامرةً بالهِجَرِ العلمية، ولم تتأثر بالظروف السياسية المضطربة إلى حدٍّ ما.

  ٣ - لعلماء اليمن في القرن الثالث عشر مساهمةٌ في كثيرٍ من المعارف والعلوم الإسلامية،