قوله: الباب السادس: في ذكر شيء مما يقال عند الخروج من المنزل
  قال الأسنوي(١): ما ادعاه النووي ليس كذلك؛ فقد روي من طرق منها: عن أنس، وذكر حديث أنس(٢).
  وقد رأيت تكلُّم الحفاظ هنا على هذه الروايات، وردَّ بعضهم دعوى النووي(٣) وغيره، وذلك تصحيح للأدلة، والله أعلم.
قوله: الباب السادس: في ذكر شيءٍ مما يقال عند الخروج من المنزل
  حديث أم سلمة(٤): أخرجه في بعض رواياته بلفظه أبو داود، وفي رواية أخرى له وللثلاثة والحاكم، وابن السني بلفظ: إذا خرج من بيته قال: «بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» وهذا آخر حديثٍ في المجتبى(٥).
  وأخرجه أحمد أيضًا وابن عساكر بزيادة: «أو أَبغِي أو يُبغَى عَليَّ»، وقال الترمذي: حسنٌ
(١) عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ، أبو محمد، جمال الدين ولد (٧٠٤ هـ)، شيخ الشافعية ومفتيهم ومصنفهم ومدرسهم ذو الفنون في الأصول والفقه والعربية والعروض، له "الطبقات"، و"الكوكب"، و"التمهيد"، و"الألغاز"، و"التنقيح"، و"التصحيح"، و"الجواهر"، و"شرح العروض" وغيرها، توفي سنة (٧٧٢ هـ). ينظر: أبو المحاسن، يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري (المتوفى: ٨٧٤ هـ): المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، حققه ووضع حواشيه: دكتور محمد محمد أمين، تقديم: دكتور سعيد عبد الفتاح عاشور، الهيئة المصرية العامة للكتاب (د، ط) (د، ت): (٧/ ٢٤٢)، والزركلي، الأعلام: (٣/ ٣٤٤).
(٢) «يا أنس ادن مني» وقد سبق ذكره. ينظر: الرافعي، جمال الدين عبد الرحيم الأسنوي: المهمات في شرح الروضة، تحقيق: أبي الفضل الدمياطي، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، المغرب، ط ١ (١٤٣٠ هـ/٢٠٠٩ م): (٢/ ١٧٦).
(٣) قال النووي: أما الدعاء المذكور فلا أصل له، وذكره كثيرون من الأصحاب، ولم يذكره المتقدمون، وزاد فيه الماوردي، فقال: "يقول عند المضمضة: اللهم اسقني من حوض نبيك كأسا لا أظمأ بعده أبدا. " ينظر: النووي، أبو زكريا محي الدين يحيى بن شرف: المجموع شرح المهذب، دار الفكر، (د، ط)، (د، ت): (١/ ٤٦٥)، وروضة الطالبين وعمدة المفتين، للنووي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط ٣ (١٤١٢ هـ/١٩٩١ م): (١/ ٦٢).
(٤) عن أم سلمة (^) قالت: ما خرَجَ النبي ÷ مِن بيتي قطُّ إلا رفعَ طَرْفهُ إلى السماءِ وقال: «اللَّهُم إني أعوذُ بِكَ أن أَضِلَّ أو أُضَلّ أو أَزلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظْلِمَ أو أُظلَمَ، أو أجهَل أو يُجْهَل عَلىَّ. ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ١٦)، وعزاه إلى أبي طالب في أماليه: (١/ ٢٨٤).
(٥) أخرجه ابو داود في سننه: (٧/ ٤٢٤ رقم ٥٠٩٤) والترمذي في سننه: (٥/ ٤٩٠ رقم ٣٤٢٧) وقال: «هذا حديث حسن صحيح»، والنسائي في المجتبى: (٨/ ٢٨٥ رقم ٥٥٣٩)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٧٠٠ رقم ١٩٠٧) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وابن السني في عمل اليوم والليلة: (١/ ١٤٥ رقم ١٧٦)، والطبراني في الدعاء " (١/ ١٤٧ رقم ٤١٢) عن أم سلمة.