تعرضوا للمضايقة والأذى، وظهور الفساد بها؛ فهو من الذين لازموا العلامة عبد الله بن علي الغالبي⁣^(⁣١)، وأخذ عنه أينما رحل؛ فقد قرأ عليه بشبام كوكبان، وخولان، وصعدة، والروضة، وصنعاء⁣^(⁣٢)

  وأقبل على طلب العلم بهِّمةٍ عاليةٍ، وكان لا يملُّ من الدراسة والمذاكرة وأوقاته كلُّها مستغرقةٌ في الطلب مع المحافظة على الطاعات، وكان يتذاكر مع زملائه وأقرانه.

  قال الضمدي: وكان له وقتٌ نجتمع فيه في مسجد الفليحي⁣^(⁣٣) مع جماعة من الفضلاء في إملاء بعض العلوم الآلية⁣^(⁣٤).

الفرع الرابع: مبايعته

  قيامه (سنة ١٢٦٤ هـ)، خرج المؤلف إلى جهات صعدة، والإمام محمد بن عبد الله الوزير، والإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد الشهاري⁣^(⁣٥)، في

(١) عبد الله بن علي الغالبي، علامةٌ مجتهدٌ متبحرٌ في أكثر فنون العلم ومحققٌ مسند، له مشاركةٌ سياسيةٌ في أحداث عصره. ولد بصنعاء، وبها نشأ ودَرَسَ ودَرَّسَ، ثم هاجر إلى هجرة ضحيان بصعدة، واستقر بها سنة ١٢٦٦ هـ عكف على التدريس والإرشاد والوعظ، توفي سنة (١٢٧٦ هـ) وله العسجد المنظوم في إجازات العلوم، مخطوط، منه نسخة مصورة بمكتبة بدر، والرسالة الحاكمة بالأدلة السالمة في القضاء على الناكثين بخروجهم عن سنة سيد المرسلين، مخطوط، منه نسخة بمكتبة الجامع الكبير، وغيرهما. ينظر: زبارة، نيل الوطر: (٢/ ٨٩)، وشرح أجود المسلسلات: (ص ٥٧)، والجرافي، عبد الله عبد الكريم: تحفة الإخوان بحلية علامة الزمان الحسين بن علي العمري، المطبعة السلفية، القاهرة (١٣٦٥ هـ): (ص ٢٦)، والوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية: (ص ٦٠٢).

(٢) إجازة العلامة عبد الله بن علي الغالبي للمؤلف مخطوط بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء.

(٣) من أشهر المساجد العلمية في اليمن عامة، وفي مدينة صنعاء خاصة، بناه الحاج أحمد عبد الله الفليحي في سنة (٦٦٥ هـ /١٢٢٧ م)، فنسب اليه، وإليه نسبت الحارة أيضًا، كما هي العادة في تسمية غالبية حارات هذه المدينة باسم مساجدها. ينظر: الحجري مجموع بلدان اليمن وقبائلها: (٢/ ٥١٥)، والشوكاني، القاضي العلامة محمد بن علي المتوفى سنة (١٢٥٠ هـ) البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة (د، ت): (١٧١)، زبارة، نزهة النظر في رجال القرن الرابع عشر، تحقيق ونشر مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، الجمهورية اليمنية، صنعاء، ط ١ (١٩٧٩ م): (ص ٥٤٢).

(٤) ينظر: الضمدي، الحسن بن أحمد بن عبد الله عاكش، عقود الدرر بتراجم علماء القرن الثالث عشر، تحقيق: عبد الحميد أعوج سبر، مكتبة الجيل الجديد، ط ١ (١٤٣٤ هـ/٢٠١٣ م) (ص ١٦).

(٥) الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد الشهاري، علامة وفقيه محقق، وأديب شاعر، كان من أنصار الإمام أحمد بن هاشم وأعوانه واستمر في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بويع له في شعبان (سنة ١٢٧١ هـ)، وتوفي سنة (١٢٩٥ هـ)، وله مجموعة من الرسائل والأبحاث (طبع). ينظر: زبارة، نيل الوطر: (٢/ ١٩٣)، والمؤيدي، التحف شرح الزلف: (ص ٣٥٧).