الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: فإن أراد الحج

صفحة 304 - الجزء 1

  شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذًا عَاذَكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِقَطعِ ظَمَاً قَطَعَهُ» قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا شَرِبَ مَاءَ زَمْزَمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ» رواه الحاكم، و الدارقطني⁣(⁣١).

  وحديث «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» صححه ابن عيينة⁣(⁣٢)، والدمياطي من المتأخرين، والمنذري⁣(⁣٣)، قال السخاوي: بمجموع شواهده يصلح للاحتجاج⁣(⁣٤).

  وعن سويد بن سعيد قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم واستسقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم إن ابن أبي الموال، حدثنا عن محمد بن المنكدر⁣(⁣٥)، عن جابر، أن رسول الله ÷ قال: «مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ، وَهَا أنا أشربه لعطش الْقِيَامَة، ثمَّ شرب». قال في سلاح المؤمن: قال الدمياطي: هذا الحديث على رسم الصحيح، (فإن)⁣(⁣٦) ابن أبي الموال: هو عبد الرحمن، أخرج له البخاري، وسويد بن سعيد، أخرج له مسلم، ووثقهما في الحصن، فصح الحديث⁣(⁣٧).

  وعن ابن عمر: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلاَثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ


(١) أخرجه الدارقطني في سننه: (٣/ ٣٥٤ رقم ٢٧٣٩)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٦٤٦ رقم ١٧٣٩) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ إِنْ سَلِمَ مِنَ الْجَارُودِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".

(٢) سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي، الكوفي، ولد بالكوفة سنة (١٠٧ هـ) محدث، فقيه، وجمع وصنف، قال في الجداول: كان إمامًا ثبتًا حجة عدلي المذهب أثنى عليه أئمة الحديث، احتج به الجماعة، توفي سنة (١٩٦ هـ) وقيل: (١٩٨ هـ)، له "تفسير القرآن الكريم"، و"جزء فيه أحاديث ". وغيرها ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (١١/ ١٧٧ رقم ٢٤١٣)، وكحالة، معجم المؤلفين: (٤/ ٢٣٥)، والقاسمي، الجداول الصغرى: مخطوط.

(٣) ذكره المنذري، في الترغيب والترهيب من الحديث الشريف: (٢/ ٢١٠ رقم ٤)، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ٦٣ رقم ٢٣٧٢٣)، وأحمد في مسنده: (٢٣/ ١٤٠ رقم ١٤٨٤٩)، وابن المقرئ في المعجم: (١/ ١٣٢ رقم ٣٦١) وذكره ابن همام، سلاح المؤمن في الدعاء والذكر: (١/ ٣٦٦ رقم ٦٧٥).

(٤) ينظر: السخاوي، المقاصد الحسنة: (١/ ٥٦٧ رقم ٩٢٨) وعزاه لابن عيينة، والدمياطي.

(٥) محمد بن المنكدر بن عبد الله، قال ابن سعد: كان ثقة ورعا عابدا قليل الحديث، وقال ابن معين وأبو حاتم وابن حجر: ثقة، وفي سنة (١٣١ هـ). ينظر: المزي، تهذيب الكمال: (٢٦/ ٥٠٣ رقم ٥٦٣٢)، والذهبي، أعلام النبلاء: (٦/ ٩٠ رقم ٧٧٨).

(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ، د).

(٧) ينظر: ابن همام، سلاح المؤمن: (١/ ٣٦٤ رقم ٦٧٥).