الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الباب السادس والعشرون: في الذكر في الأسواق

صفحة 348 - الجزء 1

  سلاح المؤمن⁣(⁣١)، ونقل بعضهم عن جامع المسانيد لابن الجوزي أنه يقول جهرًا، لكن ظاهر الحديث الإطلاق، أنه يكتب ذلك الثواب الجزيل لمن قاله سرا أو جهرا كما حققه بعضهم، وهو الصواب؛ لأن جهرا زيادة لا دليل عليها⁣(⁣٢)، وربَّما قيَّده ابن الجوزي بذلك؛ لما رأى من الثواب الواسع فيه، وليس ذلك هو السر، بل السر أن السوق موضع الغفلة والغش وسوء المعاملة؛ فالذاكر فيه ذاكر في الغافلين، وقد ذكرنا أحاديث في ذلك جليلة، والله أعلم.

  حديث ابن عمر⁣(⁣٣): رواه الثقة محمد بن منصور | في كتاب الذكر بلفظه⁣(⁣٤).

  وحديث ابن عمر الآخر في صفات الديك⁣(⁣٥): رواه الإمام المرشد بالله # في الأمالي⁣(⁣٦)، وأخرج شاهدًا له أبو داود، والنسائي عن زيد بن خالد قال: قال رسول الله ÷: «لا تسبُّوا الدَّيكَ، فإنَّهُ يوقِظُ للصَّلاةِ»⁣(⁣٧).

  وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا» أخرجه الشيخان، والثلاثة⁣(⁣٨).


(١) ابن همام، سلاح المؤمن في الدعاء: (١/ ٤٨١ رقم ٩١٥).

(٢) ينظر: ابن الجوزي، جامع المسانيد: (٦/ ٢٩٣ رقم ٥٧٩٨) ولفظه: عن عمر قال رسول اللَّه ÷: من قال في سوقٍ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا بِهَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَبُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ " وهذا الحديث ذكره المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (١/ ٢٠ رقم ٤٠).

(٣) عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «ذاكر الله في الغافلين مثل المقاتل عن الفارين، وذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة في وسط الشجر الذي قد تحات ورقه عن الضريب، وذاكر الله في الغافلين كالمصباح في البيت المظلم، وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل أعجمي وفصيح، والأعجمي: البهائم، والفصيح: بنو آدم، وذاكر الله في الغافلين يعرّفه الله مقعده في الجنة». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٩٥)، وعزاه إلى القرشي في شمس الأخبار: (١/ ٣٤٠)، والمرادي في الذكر: (٨١/رقم ٢٧)، والحديث أخرجه البزار ٥/ ١٦٦ رقم ١٧٥٩، والطبراني في الأوسط ١/ ٩٠، والترغيب والترهيب لاين شاهين ص ٦٠ رقم ١٦٨، والبيهقي شعب الإيمان ٢/ ٨٩.

(٤) أخرجه المرادي في كتاب الذكر: (١/ ٢٢ رقم ٨١).

(٥) عن ابن عمر مرفوعًا قال: لما قيل لرسول الله ÷ يا رسول الله ما يقول الديك إذا صاح؟، قال: «يقول اذكروا الله يا غافلين». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ (ص ٩٦)، وعزاه إلى القرشي في شمس الأخبار: (١/ ٣٤٠).

(٦) أخرجه المرشد بالله في الأمالي الخميسية: (٢/ ٧ رقم ١٣٩٩).

(٧) أخرجه أبو داود في سننه: (٧/ ٤٢٩ رقم ٥١٠٥)، والنسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٤٦ رقم ١٠٧١٦)

(٨) أخرجه البخاري في صحيحه: (٣/ ١٢٠٣ رقم ٣١٢٧)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ٢٠٩٢ رقم ٨٢ - =