الباب السابع والعشرون: فيما يقال عند رؤية ما يسرو سماعه وضدهما والرؤيا والعين
الباب السابع والعشرون: فيما يُقال عند رؤية ما يسرو سماعه وضدَّهما والرؤيا والعين
  واعلم أن هذا الباب قد اشتمل على معاني واسعةٍ متفرقةِ، ولنذكر أنواعه فصولًا، فإن ما يسرُّ رؤيةً وسماعًا جمٌّ غفيرٌ، وكذلك ضدَّهما، وما يلحق بذلك، وهو من أحفل الأبواب، والله أعلم.
فصل: في رؤية الإنسان ما يحب
  منه حديث الصحيفة الأول والثاني(١): وأخرج له شاهدًا ابن ماجة، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد من حديث عائشة قالت: كَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ»، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ»(٢).
  وعن جابر قال: قال رسول الله ÷: «مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا وَقَدْ أَدَّى شُكْرَهَا، فَإِنْ قَالَهَا الثَّانِيَةَ جَدَّدَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَهَا، فَإِنْ قَالَهَا الثَّالِثَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ». أخرجه الحاكم، وقال صحيح الإسناد(٣).
  وعن صهيبٍ(٤) قال: قال رسول الله ÷: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» أخرجه مسلم، وثم أحاديث كثيرة(٥).
(١) الأول: بسنده إلى النبي ÷ من حديث طويل عند أن أرسل الحسنين إلى أمهما في ظلمة فقام ينظرهما ماشيين فبرقت برقة فاستمرت حتى وصلا فقال: «الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت»، فالتحميد حينئذٍ من ذكر السرور، والثاني: قال رسول الله ÷: «من أنعم الله عليه بنعمة، فليحمد الله، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن أحزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله» ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٩٦)، وعزاه إلى الإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة): ص ٤٤٢ - ٤٦٣).
(٢) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ١٢٥٠ رقم ٣٨٠٣)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٦٧٧ رقم ١٨٤٠) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " واللفظ لابن ماجة.
(٣) أخرجه الحاكم في مستدركه: (١/ ٦٨٨ رقم ١٨٧١)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ».
(٤) صهيب بن سنان بن مالك، الربعي النمري، أبو يحيى، له صحبة، توفى سنة (٣٨ هـ). ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (٣/ ٣٨ رقم ٢٥٣٨).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه: (٤/ ٢٢٩٥ رقم ٦٤ - (٢٩٩٩).