الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

الفصل الأول: حياة المؤلف وعصره

صفحة 49 - الجزء 1

  السهفني⁣(⁣١)؛ إذ قصده الطَّلاب من نواحٍ كُثر من اليمن⁣(⁣٢).

  واستمر المذهب حتى يومنا هذا، وكان له في عصر المؤلف ظهور كبير في مناطقه.

  ج - المذهب الحنفي: كان للمذهب الحنفي حضورٌ قويٌ في اليمن؛ لكونه المذهب الرسمي للدولة العباسية، إضافةً إلى جهود بعض علماء اليمن من الحنفية في نشره بين أبناء اليمن⁣(⁣٣)؛ وقد تلاشى المذهب الحنفي بالتدريج ليحلَّ محلَّه المذهب الزيدي والشافعي. ولم يبقَ إلَّا في مناطقَ متفرقةٍ⁣(⁣٤)، وبقي المذهب الحنفيُّ في بعض المناطق التهامية في عصر المؤلف⁣(⁣٥).

  وفي الفترة التي عاش فيها المؤلف في فترات الاحتلال العثماني كان العثمانيون يعمدون إلى تعيين مُفْتٍ على مذهب الحنفية فقرأ بعض العلماء مذهب الحنفية⁣(⁣٦)، وفي هذه الفترة الزمنية بدأت تظهر بعض أفكار حركة الدعوة الوهابية (القائمة على أن كلَّ من لم يدخل في دعوتهم فهو مشركٌ مباحُ الدم والعرض، وظهر من الغلوّ⁣(⁣٧) ما تأباه محاسن الشريعة المحمديَّة السهلة السمحة التي ليلها كنهارها، وكم جرى في أيامهم على أيدي أمراء انتهكوا المحارم، وأحلوا ما حرَّم الله من المآثم، واستباحوا الضعفاء والمساكين، واستحلوا


= (٣٥٣ هـ) فأخذ عن أبي علي الحسن بن الخضر الأسيوطي، تُوفِيَّ سنة (٣٦١ هـ). ينظر: الأهدل، تحفة الزمن: (ص ١٥٨).

(١) قاسم بن محمد الجمحي السهفني: كان فقيهًا كبيرًا، رحالًا في طلب العلم توفِّي سنة (٤٣٩ هـ). ينظر: اليافعي، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان: (٣/ ٥٨)، والأهدل، حسين: تحفة الزمن (١/ ١٦٦).

(٢) ينظر: الأهدل، تحفة الزمن: (١/ ١٦٦).

(٣) ابن سمرة، علي بن عمر بن سمرة الجعدي: طبقات فقهاء اليمن تحقيق، فؤاد سيد، مطبعة السُنَّة المحمدية (د، ط) (١٩٥٧ م): (ص ٧١. ينظر: بهاء الدين الجُنْدي اليمني، محمد بن يوسف بن يعقوب، أبو عبد الله (المتوفى: ٧٣٢ هـ): السلوك في طبقات العلماء والملوك، تحقيق: محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي، مكتبة الإرشاد، صنعاء (١٩٩٥ م): (١/ ١٤٠).

(٤) ينظر: الأهدل، تحفة الزمن: (٢/ ٢٨٩).

(٥) ينظر: زبارة، أئمة اليمن: (٢/ ٢٥١).

(٦) ينظر: الشوكاني، البدر الطالع: (١/ ٣٧١).

(٧) ومن مظاهر التطرف والغلو: التعصب للرأي، والتقليد الأعمى، وسوابق الأفكار، والغلظة والخشونة، وسهولة إطلاق لفظ الكفر على المسلمين، والفهم الخاطئ، والتزام التشديد دائمًا وإلزام جمهور الناس به؛ حيث لم يلزمهم الله به، والفهم السطحي للدين. ينظر: الدكتورة/هدى علي العماد، الغلو والتطرف والتكفير في ميزان الشريعة الإسلامية، ط ١ (٩ إلى ١٧).