[الخلق الثالث:] الزهد
  والاستعداد له قبل نزوله، ولتسره حسنته لا على وجه العُجْبِ، ولتسوءه سيئتُهُ لا إلى حدِّ القنوط.
[أمور لا زهد فيها]
  تنبيه: لا زهد في ثلاث:
  - المرأة الحسناء، وإن غالى في مهرها؛ لما في ذلك من تكميل دينه، وهذا ما لم تكن فاتحةً لِباب الدنيا، غير قانعة بالكفاية؛ بل نفسها طامحة إلى استيفاء اللذات، والمطاعم، والملابس، فإن كانت هكذا توجه اجتنابها.
  - ولا في استعذاب الماء(١)؛ فقد كان ÷ يستعذب له الماء من الأمكنة النازحة. قيل: ووجهه: أنه لا يحتاج في ذلك إلى كسب مال، فيخاف منه الوقوع في الشبهات. قلت: مع ما فيه من استدعاء خالص الشكر.
  - ولا في تَخَيُّرِ المسكن السليم عن الوباء، الجامع للمرافق؛ إذ لا يحتاج إلى غرامة؛ لأن الأرض لله، إلا أن يكون الدِّين في غيره أكمل، فإن تركه - حينئذ - من الزهد المندوب إليه.
(١) استعذاب الماء: طلب الماء العذب، وعَذُبَ الماء عُذُوبة: ساغ مشربه، أي: سهل مدخله في الحلق.