المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الحادي عشر:] المداهنة

صفحة 74 - الجزء 1

  كقيام من وصلوا إليه في وجوههم، فإنه لا أَثَرَ له في جنب وصولهم إليه، لا كالوصول إلى منازلهم لقصد نوع تعظيم كتهنئة، فتجليلهم في ذلك ظاهر، وأما إطعامهم، وإنزالهم، فتفضل وإحسان، لا تعظيم، فلا تحريم⁣(⁣١).

فائدة: [في لزوم هجرة الظلمة]

  من لم يتمكن من الإقامة في ديارهم إلا بفعل ما لا يحلُّ، من تعظيمهم، ومواصلتهم، لزمته الهجرة، فإنها تلزم من تعذرت عليه الإقامة إلا مع فعل قبيح.

  نكتة: [في البدع المستحدثة في المحاورات والمكاتبات]

  •· من البدع المحدثة في المداهنة: التعبد لغير الله في المحاورة، والمكاتبة⁣(⁣٢)، ولم يكن ذلك معروفاً على عهده ÷، وعهد أصحابه، بل كانت صفة مكاتبتهم أن يقولوا بعد البسملة: من فلان إلى فلان ابن فلان، سلام الله عليك، فإني أحمد الله إليك، وأعرفك بكذا. ويؤخذ قبح ذلك من قوله ÷: «من ملك عبداً أو أمة فلا يقول: عبدي، أو


(١) كذا في (أ) و (ب)، وفي المطبوع: (يحرم).

(٢) المراد بالتعبد لغير الله تعالى في المكاتبة والمحاورة هو مثل أن يقال: أنا عبدك، أو أقلُّ عبيدك.