[النوع الخامس عشر:] الجبن
  التخلق بأخلاق الصالحين، ولا يمنعه العجز عن بلوغ الدرجة القصوى عن الترقي إلى الدرجة الوسطى، والله الموفق والمعين.
[النوع الخامس عشر:] الجبن
  هو - أيضًا - نوع من جنس محبة الدنيا؛ لأن الحامل عليه الإخلاد إليها، وعدم السمحان بها وأفرد بالذكر لما تقدم.
  وهو: البخل بالنفس.
  ولا شك في تحريمه حيث يجب بذلها في طلب عدوٍّ، أو مدافعته؛ لقوله تعالى: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ ...} الآية [الأنفال ١٦]، {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}[البقرة ٢١٦]، ونحو ذلك من أدلة الجهاد وأدلة وجوبه(١)، وتحريم الجبن، معروفة مقررة في مواضعها.
  فإن قيل: ما تقول في قوله ÷: «الجبن والجرأة غريزتان يضعهما الله حيث يشاء»(٢)، فإن الغرائز لا مدخل لها في تحريم، ولا تحليل(٣)؟
  قلت: المدح والذم، والتحليل والتحريم، متعلقة بالممكنِ،
(١) وجوبه: أي: وجوب الجهاد.
(٢) أبو يعلى [١١/ ٣٣٣] رقم (٦٤٥١)، والشهاب القضاعي في مسنده [١/ ١٩٧] رقم (٢٩٧). والبعض يرفعه إليه ÷، والبعض يجعله موقوفا على عمر بن الخطاب. وقال أمير المؤمنين ~ في عهده للأشتر | حين ولاه مصر: (فإن البخل، والجبن، والحرص، غرائز شتى، يجمعها: سوء الظن بالله). [النهج كتاب (٥٣)].
(٣) كذا في المطبوع، وفي (أ) و (ب):) حلٍّ، ولا حرمة).