[الخلق العاشر:] الصمت
[الخلق العاشر:] الصمت
  قال ÷: «من صمت نجا»(١).
  وقال ÷ لمعاذ وقد قال له: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ - مستبعداً لذلك، أو متعجباً منه -: «ثكلتك أمك، وهل يكبُّ الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم»(٢).
  وعنه ÷: «الصمت نصف العبادة»(٣).
  وعنه ÷: «من وقاه الله شر اثنين وَلَجَ الجنة: ما بين لَحْيَيْهِ، وما بين رجليه»(٤). رواه مالك.
  وقيل: الصمت حُكْمٌ، وقليل فاعله(٥). وقيل: العبد إذا سكت عن فضول الكلام تكلم القلب، ونوره الله، فاشتغل
(١) الاعتبار وسلوة العارفين للإمام الموفق بالله @ [٣٦٨] رقم (٤٤٣)، والترمذي [٤/ ٦٦٠] رقم (٢٥٠١)، وأحمد في مسنده [١١/ ١٩] رقم (٦٤٨١).
(٢) الاعتبار وسلوة العارفين للإمام الموفق بالله @ [٣٦٨] رقم (٤٤١)، والترمذي [٥/ ١٢] رقم (٢٦١٦)، وابن ماجه [٢/ ١٣١٤] رقم (٣٩٧٣). الْثُكْل كقُفْل: فَقْدُ الأمِّ لولدها، وثكلتك أمك: فقدتك.
(٣) صلة الإخوان للسيد الإمام يحيى بن المهدي # [٢٨١]. وفي إحياء علوم الدين للغزالي [٣/ ٨٠]: «الفكر نصف العبادة».
(٤) الأحكام للإمام الهادي # [٢/ ٥٤٨]، والإمام أبي طالب في الأمالي # [٦٢٧]، ومالك في الموطأ [٢/ ٩٨٧] رقم (١١)، والترمذي [٤/ ٦٠٦] رقم (٢٤٠٩).
(٥) كذا في (ب)، وفي (أ): (حكمة)، والحكم - أو الحكمة - هنا: بمعنى العلم والفقه، وتفسيره ما في القيل التالي الذي ذكره الإمام #. وقليل فاعله: أي قليل فاعل الصمت.