المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الشروع في الإقامة]

صفحة 29 - الجزء 1

  الجالبة للنفع، الدافعة للضرر؛ فيقول:

  (حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَل) أي: أفضله. ويكرره لما سبق.

  ثم يقصد توكيد الدعاء بأن الله أمره بها، وهو أكبر مَن يجب امتثال أمره؛ فيعيد التكبير، ويكرره، كما مر.

  ثم يقصد توكيد الاهتمام بما دعا إليه بأن يخبر بانفراد الله باستحقاق العبادة، وأن غيره لا يشاركه في ذلك فيقول: (لَا إِلَهَ إِلَّا الله).

[الشروع في الإقامة]

  فإذا شرع في الإقامة استحضر تلك المعاني، وأراد بقوله:

  (قَدْ قَامَتِ الصَّلَاة): التنبيه على حضور وقتها، وأوانِ القيام لها، والدخولِ فيها.

  فإذا فَرِغَ منها، أحضرَ في ذهنه أنه خارج من خطاب نفسه، وجنسه، إلى مخاطبة ملك الملوك.

[الشروع في الصلاة]

  فيبدأ بالاستعاذة⁣(⁣١)، طالبًا من الله سبحانه، أن يطرد عنه الشيطان الذي يدعوه إلى ما يغفله عن استحضار عظمة الله في قلبه؛ لأنه قد ورد الأثر، عن سيد البشر:

  أن العبد إذا توجَّه مصلياً، قام على يمينه ملك، وعلى شماله


(١) الاستعاذة: هي (الالتجاء والمفزع إلى الله تعالى، والاعتصام به).