المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع السادس:] الحسد

صفحة 56 - الجزء 1

[في كيفية مدافعته]

  ومدافعته واجبة، وتكون باستحضار:

  - ما ورد به الشرع من تقبيحه، والترهيب لصاحبه.

  - وما ورد في تهجينه وذمه كقول بعض العلماء: الحسود غضبان على من لا ذنب له.

  ومنه: تمني كون الذي للمحسود له، لا سؤال الله أن يفعل له كما فعل للمحسود؛ ودليل الطرفين: {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّهُ [بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ] ...} الآية. {وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ ...} الآية. [النساء ٣٢].

  ومحبة أن يحصل له مثله تسمى: الغيرة، وقد روي عنه ÷: «الغيرة من الإيمان»⁣(⁣١).

[في كونه بالقلب وباللسان]

  تنبيه: الحسد قد يكون: بالقلب، كما تقدم.

  - وبالقول كالوضع⁣(⁣٢) من المحسود، بإنكار ما ينسب إليه من معالي الأمور، وكالتنبيه على مثالبه وهفواته المغفول عنها، لا لمصلحة، بل قصداً لوضعه، وحطًّا لمرتبته التي حسده عليها،


(١) معمر بن راشد في جامعه [١٠/ ٤٠٩] رقم (١٩٤٢٠)، والشهاب القضاعي في مسنده [١/ ١٢٣] برقم (١٥٤)، والبيهقي في شعب الإيمان [١٣/ ٢٦٠] برقم (١٠٣٠٨).

(٢) الوضع: ضد الرفع، ووضع من فلان: حطَّ من درجته. [لسان].

(١) الملغزات: هي المسائل الغامضة، مِن: أَلغَزَ في كلامه: إذا عَمَّى مرادَهُ فيه.