المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع السابع:] الغل

صفحة 58 - الجزء 1

[النوع السابع:] الغل

  هو، والحقد، بمعنى واحد؛ وهو متوسط بين الحسد والعداوة، يرجع إلى إرادة نزول الضرر بالغير، أو فوت نفع عنه:

  فالحسد: كراهة المنفعة.

  والغل: إرادة نزول المضرة، أو فوت المنفعة.

  والعداوة: الإرادة المذكورة، مع العزم على إنزال الضرر بالعدو، إن أمكن. هكذا قيل.

  ودليل قبحه: {وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا}⁣[الحشر ١٠]، {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ}⁣[الأعراف ٤٣]، ونحو ذلك.

[النوع الثامن:] ظن السوء

  هو أن تظن بأخيك المؤمن فعلًا محرمًا، أو إخلالًا بواجب، من دون إقرار منه، ولا أمارة يوجب الشرع العمل بها، كشهادة عادلة، ونحو ذلك.

  وتحريمه معلوم قطعًا، ومن أدلته: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}⁣[الحجرات ١٢]، وهي مجملة، بيَّنها قوله تعالى: {لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء}⁣[النور ١٣]، {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ}⁣[البقرة ٢٨٢].

  وعن بعض الحكماء: إياك وظن السوء، فإنه لن يدع بينك وبين صديقك صلحاً.