[النوع الثالث:] الرياء
  لتلك التهمة، قيل: ولا يبعد في أنه يجب؛ لقوله ÷: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفنَّ مواقف التهم»(١)، ونظائر ما ذكرنا كثيرة، والأعمال بالنيات(٢).
[صور من الرياء]
  ومن الرياء: أن يوهم أنه فعل فعلاً ولم يفعله، قاصداً الحمد عليه، وقد توعد الله على ذلك بقوله تعالى: {وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} الآية. [آل عمران ١٨٨]. فلو أحب ذلك ولم يوهم أنه فعله؛ فالأقرب قبحه؛ لأن فيه محبة الكذب، وما في حكمه.
  ومنه: أن يُرِيَ أنه يأكل قليلاً؛ ليُوصفَ بالقنوع والشهامة؛ فقد ورد أن المرائي في أكله كالمرائي في دينه، فلو تركه إيثارًا للغير، ولئلا يوصف بكثرة النَّهَمِ(٣)؛ كأن يرفع أصحابه قبل شبعه، فلا حرج في ذلك.
(١) رواه والدنا الإمام يحيى بن حمزة # في الديباج الوضي [٦/ ٢١٦٥]، والزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف [٢/ ١٦٦] برقم (٦٣١).
(٢) وفي علامة المرائي التي ينبغي أن لا تغيب عن بال الواحد منا ما قاله أمير المؤمنين ~: (للمرائي أربع علامات: يكسلُ إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أُثْنِيَ عليه، وينقص منه إذا لم يُثن عليه). [شرح النهج: ٢/ ١٨٠، واليعقوبي في تاريخه [٢/ ٢٠٧] أوردها ثلاثا، والثالثة: (ويحب أن يحمد في جميع أموره)].
(٣) الإيثار: أن تقدِّم غيرك بالشيء، والاستئثار بالشيء: أن تخصَّ نفسك به دون غيرك، والنهم: زيادة الاشتهاء للطعام.