المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع السادس عشر:] البخل

صفحة 89 - الجزء 1

  أنواع التأكيد لفلاح من وُقِيَ الشحَّ، على ما يعرفه من له مُسْكَة⁣(⁣١) بعلم البلاغة.

  وقوله ÷: «اتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم»⁣(⁣٢)، رواه مسلم.

  وقوله ÷: «لا يجتمع شح وإيمان في قلب مؤمن»⁣(⁣٣) رواه النسائي، وغيره.

[التقتير]

  التقتير: نوع من البخل وهو: أن ينفق من المال دون الكفاية، مع سعته لما يكفي، وقد ذمه الله سبحانه في قوله: {لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا}⁣[الفرقان ٦٧]، فإن سياق الآية⁣(⁣٤) قاضٍ بقبح التقتير، والإسراف.


= أيضاً -: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}⁣[التغابن ١٦].

(١) المُسْكَة: ما يُتمسك به، وفلان لا مسكة له: لا عقل له والمراد هنا: من له معرفة واتصال بعلم البلاغة.

(٢) مسلم [٤/ ١٩٩٦] رقم [٥٦ - (٢٥٧٨)]، وأحمد في المسند [٢٢/ ٣٥٢] رقم (١٤٤٦١).

(٣) النسائي في سننه [٦/ ١٤] رقم (٣١١٤)، وأحمد في مسنده [١٢/ ٤٥٠] رقم (٧٤٨٠).

(٤) الآية بتمامها: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}.