المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق الثالث:] الزهد

صفحة 98 - الجزء 1

[الخلق الثالث:] الزهد

  هو في الشرع: ترك المباحات التي يخاف من التولع بها أن تحمله على التولج⁣(⁣١) في الشبهات، للمحافظة عليها.

  والزهد في الشرع محمود، مندوب، وردت به الأخبار والآثار كقوله ÷: «ألا وإنَّ مَن زهد في الدنيا أراح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة»⁣(⁣٢)، وقوله ÷ لمن قال له: دلّني على عمل يحبني الله عليه، ويحبني الناس عليه، فقال: «أما العمل الذي يحبك الله عليه فالزهد في الدنيا، وأما العمل الذي يحبك الناس عليه فانبذ⁣(⁣٣) إليهم ما في يدك من الحطام»⁣(⁣٤). إلى غير ذلك مما فيه كثرة.


(١) التولج: الدخول.

(٢) الإمام المنصور بالله # في حديقة الحكمة شرح الأربعين السيلقية من حديث فيه طول بلفظ: «إن الزاهد في الدنيا يريح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة».

(٣) فانبذ: النبذ: طرحك الشيء من يدك أمامك أو وراءك. نبذت الشيء أنبذه نبذا إذا ألقيته من يدك، ونبَّذْتُهُ، شُدد للكثرة. ونبذت الشيء أيضا إذا رميته وأبعدته. [لسان].

(٤) المتقي الهندي في كنز العمال [٣/ ٢٢٤] رقم (٦٢٦٣) وعزاه إلى أبي نعيم في الحلية. الحطام: من الْحَطْم: الكسر في أي وجه كان، وقيل: هو كسر الشيء اليابس خاصة كالعظم ونحوه. حطمه يحطمه حطما أي كسره، وحطمه فانحطم وتحطم. والحطمة والحطام: ما تحطم من ذلك. الأزهري: الحطام ما تكسر من اليبيس، والتحطيم التكسير. [لسان].