[الخلق الثالث:] الزهد
[الخلق الثالث:] الزهد
  هو في الشرع: ترك المباحات التي يخاف من التولع بها أن تحمله على التولج(١) في الشبهات، للمحافظة عليها.
  والزهد في الشرع محمود، مندوب، وردت به الأخبار والآثار كقوله ÷: «ألا وإنَّ مَن زهد في الدنيا أراح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة»(٢)، وقوله ÷ لمن قال له: دلّني على عمل يحبني الله عليه، ويحبني الناس عليه، فقال: «أما العمل الذي يحبك الله عليه فالزهد في الدنيا، وأما العمل الذي يحبك الناس عليه فانبذ(٣) إليهم ما في يدك من الحطام»(٤). إلى غير ذلك مما فيه كثرة.
(١) التولج: الدخول.
(٢) الإمام المنصور بالله # في حديقة الحكمة شرح الأربعين السيلقية من حديث فيه طول بلفظ: «إن الزاهد في الدنيا يريح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة».
(٣) فانبذ: النبذ: طرحك الشيء من يدك أمامك أو وراءك. نبذت الشيء أنبذه نبذا إذا ألقيته من يدك، ونبَّذْتُهُ، شُدد للكثرة. ونبذت الشيء أيضا إذا رميته وأبعدته. [لسان].
(٤) المتقي الهندي في كنز العمال [٣/ ٢٢٤] رقم (٦٢٦٣) وعزاه إلى أبي نعيم في الحلية. الحطام: من الْحَطْم: الكسر في أي وجه كان، وقيل: هو كسر الشيء اليابس خاصة كالعظم ونحوه. حطمه يحطمه حطما أي كسره، وحطمه فانحطم وتحطم. والحطمة والحطام: ما تحطم من ذلك. الأزهري: الحطام ما تكسر من اليبيس، والتحطيم التكسير. [لسان].