المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق الخامس:] الصبر

صفحة 103 - الجزء 1

[الخلق الخامس:] الصبر

  هو من أبلغ خصال الإيمان وأجلِّها وأَنْفَسِها⁣(⁣١)؛ وكفى بقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}⁣[البقرة ١٥٣]، وبقوله ÷: «ما أعطي أحد خيراً أوسع من الصبر»⁣(⁣٢) رواه البخاري، ومسلم.

  وقال عبد الله: (الصبر نصف الإيمان)، وقد رفعه بعضهم⁣(⁣٣).

  فليصبر العبد: على الطاعات، وعن المعاصي، وليتلق ما ورد عليه من مصائب الدنيا وآلامها وغمومها، ونقص الأموال وتلفها، وغير ذلك بالصبر الجميل، ليفوز بالأجر الجزيل؛ ولو لم يكن الصبر مما يحصل به عظيم الأجر، لكان أرجح من الجزع، وأوفق، وأنفع، وساحته أوسع.


(١) النفيس: نَفُسَ الشيء نَفاسَةً: كَرُمَ، أي: عزَّ وشَرُفَ. والصبر من أعز وأشرف خصال الإيمان. وجعله أمير المؤمنين ~ من الدعائم التي يقوم عليها الإيمان، بل أولها في قوله: (الإيمان على أربع دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد). [النهج الحكم رقم (٣١)].

(٢) الأمالي الخميسية للإمام المرشد بالله # [٢/ ٣٧٤]، والبخاري [٢/ ١٢٢] رقم (١٤٦٩)، ومسلم [٢/ ٧٢٩] رقم [١٢٤ - (١٠٥٣)].

(٣) رواه مرفوعا الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية عن عبد الله [ابن مسعود]، وأحمد في مسنده [١/ ٣٧٤] رقم (٨١٧)، والطبراني في الكبير [٩/ ١٠٤] رقم [٨٥٤٤].