المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

القسم الثاني: في الوظائف

صفحة 144 - الجزء 1

  وقد يندب، ويكره، ويباح حسبما يقترن به.

  وإنما أردنا الطلبَ بالكسب لا بالسؤال؛ لأنه منهيٌّ عنه، ومتوعَّدٌ عليه، والله سبحانه أعلم.

القسم الثاني: في الوظائف

  اعلم أن من أسباب المداومة والملازمة للصفات الحميدة والأفعال السديدة أن يوظف الإنسان لنفسه وظائف⁣(⁣١) معلومة محدودة، والمراد: أن يوزع أوقاته ويقسمها على ما يليق بها من عبادة وقربة كصلاة وتلاوة وأدعية وأذكار.

  ومن اشتغاله بأمر معاشه، وبما يتعلق به من أمر العامة، وأعمال ما يتولاه إن كان ذا ولاية خاصة، أو عامة.

  ويبني نفسه على أن لا يترك شيئا من ذلك، ولا يؤخره وله سبيل إلى الإتيان به فإن تعذر عليه في وقته لعذر لا طاقة له بدفعه أتى به فيما بعده؛ لئلا يعتاد الترك بالكلية ويتساهل به.

  مثاله: أن يكون له حِزْبٌ⁣(⁣٢) في قيام الليل لصلاة، أو قراءة قرآن، في وقت معلوم منه، فيغلبَهُ النوم، ولا ينتبه كجاري عادته، فإنه يأتي به في النهار كاملا.

  ومن كانت له عادة في النهار من دراسة علم أو كتابة أو غير


(١) الوظائف: جمع وظيفة، وهي ما تقدره على نفسك تقديرا محددا معلوما في وقت معلوم، لتقوم به بشكل دائم.

(٢) الحزب: الوِرْد. وورد الرجل من القرآن والصلاة: حزبه. والحزب: ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة وصلاة كالورد. [لسان العرب].