[النوع السابع عشر:] الفرح
[التبذير]
  والتبذير أيضاً، وهو: صرف المال فيما ليس فيه جلب نفع، ولا دفع ضرر عن نفس، أو مال، أو عرض؛ قال تعالى: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}[الإسراء ٢٦ - ٢٧].
  ومن السرف المذموم صرف المال لمجرد طلب الثناء. ويدل على قبحه: قوله تعالى: {كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ}[البقرة ٢٦٤].
  والسرف والتبذير في الشرع: إضاعة المال، وصرفه في وجهٍ قبيحٍ.
[في الخلط بين التقتير والزهد]
  تنبيه: قد يتوهم من لا تأمل له أن التقتير المذكور المذموم نوع من الزهد، وليس كما ظن؛ فإن التقتير داعيه حب الدنيا، والحرص عليها، والزهد: تركها ورفضها، فهما ضدان في الحقيقة.
[النوع السابع عشر:] الفرح
  هو: سرور يقترن به أفعال طرب تظهره.
  والمذموم منه ما كان بمحظور.
  ودليله: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}[القصص ٧٦]، ونحوها.
فائدة: [تقسيم الفرح باعتبار حكمه]
  اعلم، أن الأفعال التي تقترن بالسرور، فيكون مجموعها فرحاً:
  - إن كانت محظورة، لم يحل النظر إليها مطلقاً.
  - وإن كانت مباحة، كاللعب بالخيل، فهي:
  إما فرح بمحظور فقبيحةٌ؛ للآية، ولا يحل النظر إليها لقبحها.