المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الحادي عشر:] المداهنة

صفحة 65 - الجزء 1

  فأما ما كان منها على محق فجائز، بل واجب، وعليه الخبر: «المؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضًا»⁣(⁣١).

[أمور ليست من الحمية المذمومة]

  •· ولا يعد من قسم القبيح الغضب من ذمِّ الأقارب المبطلين بغير إبطالهم من جبن، أو نحوه؛ ويدل عليه: أنه ÷، لما سمع من ذمَّ قريشاً في منصرفه من بدر الكبرى بالجبن، وتهوين أمرهم، التفت إلى الذامِّ وقال: «مهلاً، والله، إن أولئك للملأ»⁣(⁣٢) ولا شك في تحريم أذى المؤمن بسبب مبطلي أقاربه؛ إذ لا مصلحة في ذلك، مع ما فيه من اجتراح المؤمن الاجتراح الذي لا حرج عليه فيه؛ لعدم إمكان دفعه.

[النوع الحادي عشر:] المداهنة

  هي: الإغضاء⁣(⁣٣) عن المنكر، لئلا يغضب فاعله، ولا شك في قبحها؛ لوجوب النهي عن المنكر، وأقله بالقلب⁣(⁣٤).


(١) الأمالي الخميسية للإمام المرشد بالله # [٢/ ٣٤٧]، والبخاري [١/ ١٠٣] برقم (٤٨١)، ومسلم [٤/ ١٩٩٩] برقم [٦٥ - (٢٥٨٥)].

(٢) البحر الزخار للإمام المهدي @.

(٣) الإغضاء: السكوت وتغاضيت عن فلان إذا تغابيت عنه وتغافلت، فالمداهن يُؤْثِرُ السكوت على الإنكار، ويترك الجد ويميل إلى المجاملة والملاينة.

(٤) يشير # إلى الخبر المشهور عنه ÷: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإنكار». رواه الإمام =