[النوع الحادي عشر:] المداهنة
  فأما ما كان منها على محق فجائز، بل واجب، وعليه الخبر: «المؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضًا»(١).
[أمور ليست من الحمية المذمومة]
  •· ولا يعد من قسم القبيح الغضب من ذمِّ الأقارب المبطلين بغير إبطالهم من جبن، أو نحوه؛ ويدل عليه: أنه ÷، لما سمع من ذمَّ قريشاً في منصرفه من بدر الكبرى بالجبن، وتهوين أمرهم، التفت إلى الذامِّ وقال: «مهلاً، والله، إن أولئك للملأ»(٢) ولا شك في تحريم أذى المؤمن بسبب مبطلي أقاربه؛ إذ لا مصلحة في ذلك، مع ما فيه من اجتراح المؤمن الاجتراح الذي لا حرج عليه فيه؛ لعدم إمكان دفعه.
[النوع الحادي عشر:] المداهنة
  هي: الإغضاء(٣) عن المنكر، لئلا يغضب فاعله، ولا شك في قبحها؛ لوجوب النهي عن المنكر، وأقله بالقلب(٤).
(١) الأمالي الخميسية للإمام المرشد بالله # [٢/ ٣٤٧]، والبخاري [١/ ١٠٣] برقم (٤٨١)، ومسلم [٤/ ١٩٩٩] برقم [٦٥ - (٢٥٨٥)].
(٢) البحر الزخار للإمام المهدي @.
(٣) الإغضاء: السكوت وتغاضيت عن فلان إذا تغابيت عنه وتغافلت، فالمداهن يُؤْثِرُ السكوت على الإنكار، ويترك الجد ويميل إلى المجاملة والملاينة.
(٤) يشير # إلى الخبر المشهور عنه ÷: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإنكار». رواه الإمام =