[النوع الأول: الكبر]
[في تعظيم الوالد والإمام والعالم والزوج وحدود ذلك]
  تنبيه: كل مرتبة في التعظيم يستحقها هؤلاء - مع صلاحهم - إلا ما يختص به الله سبحانه كالسجود؛ لقوله ÷: «لَو أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الزَّوْجَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»(١)، نبَّهَ ÷ بذلك على استحقاق الزوج على الزوجة ما دون السجود من أنواع التعظيم.
  والإمام أجدر بذلك؛ للأمر بطاعته(٢)، وخلافته عن الرسول ÷، والوالد - أيضًا -؛ لتسببه في وجود الولد وتربيته، وعظم إحسانه، والعالم كذلك؛ لهدايته وإرشاده، وعظم الانتفاع به.
  فلو ترك شيئًا مما يستحقه هؤلاء، تَسَامُحًا(٣) لا ترفُّعًا بحيث إنه لو اتُّهِمَ بالترفع لم يتركه لم يُعدُّ ذلك تكبرًا؛ إذ لا يتضيق عليه إلا مع التهمة.
(١) شرح التجريد للإمام المؤيد بالله # [٣/ ٢١٣]، وأصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان # [١/ ٦٣٠] برقم (١٥٤٣)، وابن ماجه [١/ ٥٩٥] برقم (١٨٥٢)، والحاكم في المستدرك [٤/ ١٩٠] برقم (٧٣٢٥).
(٢) في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء ٥٩].
(٣) تركه تسامحا: أي تركه لاعتقاده، أو ظنه، أن لا تضييق عليه في ذلك وأن له فيه متسعا. ومنه ظن يونس # إذ ذهب مغاضبا، في قول تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}[الأنبياء ٨٧].