المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الأول: الكبر]

صفحة 39 - الجزء 1

[في تعظيم الوالد والإمام والعالم والزوج وحدود ذلك]

  تنبيه: كل مرتبة في التعظيم يستحقها هؤلاء - مع صلاحهم - إلا ما يختص به الله سبحانه كالسجود؛ لقوله ÷: «لَو أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الزَّوْجَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»⁣(⁣١)، نبَّهَ ÷ بذلك على استحقاق الزوج على الزوجة ما دون السجود من أنواع التعظيم.

  والإمام أجدر بذلك؛ للأمر بطاعته⁣(⁣٢)، وخلافته عن الرسول ÷، والوالد - أيضًا -؛ لتسببه في وجود الولد وتربيته، وعظم إحسانه، والعالم كذلك؛ لهدايته وإرشاده، وعظم الانتفاع به.

  فلو ترك شيئًا مما يستحقه هؤلاء، تَسَامُحًا⁣(⁣٣) لا ترفُّعًا بحيث إنه لو اتُّهِمَ بالترفع لم يتركه لم يُعدُّ ذلك تكبرًا؛ إذ لا يتضيق عليه إلا مع التهمة.


(١) شرح التجريد للإمام المؤيد بالله # [٣/ ٢١٣]، وأصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان # [١/ ٦٣٠] برقم (١٥٤٣)، وابن ماجه [١/ ٥٩٥] برقم (١٨٥٢)، والحاكم في المستدرك [٤/ ١٩٠] برقم (٧٣٢٥).

(٢) في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}⁣[النساء ٥٩].

(٣) تركه تسامحا: أي تركه لاعتقاده، أو ظنه، أن لا تضييق عليه في ذلك وأن له فيه متسعا. ومنه ظن يونس # إذ ذهب مغاضبا، في قول تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}⁣[الأنبياء ٨٧].