المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع العاشر:] الحمية

صفحة 64 - الجزء 1

  · وكفعل أمر يكون فيه تقوية للظلمة، أو الفسقة على ظلمهم وفسقهم.

  ويجوز - أيضاً - ما كان على وجه التقية، قال جار الله في قوله تعالى: {إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}⁣[آل عمران ٢٨]: (رخص لهم تعالى في موالاتهم إذا خافوهم، والمراد بتلك الموالاة: مخالقة، ومعاشرة ظاهرة، والقلب مطمئن بالعداوة والبغضاء، وانتظار زوال الموانع من قشر العصا، كقول عيسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: كن وسطًا، وامشِ في الناس جانبًا)⁣(⁣١).

  والمحرم في حق المؤمن: هو المعاداة مطلقًا؛ دينيها، ودنيويها.

[النوع العاشر:] الحمية

  قيل في حقيقتها: العزم على نصرة من له بالعازم وجهُ اختصاصٍ، من رحامة، أو مِلَّة، أو ولاء.

  قلت: الأقرب أن العزم المذكور من توابعها، وهي أمر موجود من النفس، لا يحتاج إلى تحديد، بل مثالها ظاهر.

  والمذموم منها: ما كان على مبطل، فلا شك في قبحه؛ ويدل عليه قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ [حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ]}⁣[الفتح ٢٦].


(١) الكشاف: [١/ ٣٨٠]، تفسير سورة آل عمران، تفسير الآية (٢٨)، قال في الجوهر الشفاف: أي ليكن جسدك مع الناس ونيتك مع الله.