المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الشروع في الأذان]

صفحة 28 - الجزء 1

[الشروع في الأذان]

  فإذا شرع في الأذان فقال: (اللهُ) ذَكَرَ أن معناه: الإله الذي تحق له العبادة والخضوع⁣(⁣١).

  وإذا قال: (أَكْبَر) ذكر أن معناه: أكبرُ مِن كلِّ كبيرٍ يكبرُ في النفوس. ثم يقصد بتكراره أن يتمكن في نفسه، ونفس من سمعه.

  وفي قوله: (أشهدُ ألَّا إلهَ إِلَّا الله) يريد: أنه يُخبِرُ عن يقينٍ أنْ لا إله تحق له العبادة إلا ملك السموات والأرض. ثم يقصد بتكراره ما تقدم.

  وفي قوله: (أَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ): يستحضر ما علم به نبوءته؛ من إتيانه بالمعجزة الباقية؛ وهي القرآن، وغيرها. فإذا فرغ من الشهادتين، نوى الدعاء إلى العبادة العظمى؛ فقال:

  (حَيَّ عَلَى الصَّلَاة) أي: هَلُمَّ إلى الصلاة، قاصداً نفسه، وسامعه؛ أي: احضروا إلى هذه العبادة التي افترضها علينا ربنا. ويكرره ليتمكن في النفس. ثم يقصد توكيد ذلك الدعاء؛ بأن يقول:

  (حَيَّ عَلَى الفَلَاح) أي: هَلُمَّ إلى ما يحصل به فلاحنا، وهو: الفوز بجزيل الثواب، والسلامة من وبيل العقاب. ويكرر لما سبق.

  ثم يقصد توكيد الدعاء إلى الصلاة، يذكر أنها خير الأعمال


(١) الخضوع: التواضُع والتَّطامُن، والخُضوع: الانْقِيادُ والمُطاوعةُ، واللين في القول، قال تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}⁣[الأحزاب ٣٢].