المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق الثامن عشر] التوبة

صفحة 130 - الجزء 1

[الخلق الثامن عشر] التوبة

  هي منزلة شريفة، لا يرتفع عنها أحد لارتفاع منزلته عند الله، كما لا يتضع عنها أحد لكثرة ذنوبه؛ قال تعالى: {لَقَد تَّابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ}⁣[التوبة ١١٧]، وقال في حق الكفار: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ} الآية [المائدة ٧٤]، وقال ÷: «لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تبتم، لتاب الله عليكم»⁣(⁣١). رواه ابن ماجه.

  ويجب ملازمة التوبة واستصحابها في بداية أمر العبد ونهايته، بلغ عنه ÷ أنه قال لأبي ذرٍّ: «إن حقوق الله أعظم من أنْ يقوم بها العبد، ولكن أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين»⁣(⁣٢).

  وعن معاذ ¥ قال: أخذ بيدي رسول الله ÷، فمشى قليلا، فقال: «يا معاذ، أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحمة اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام، وإفشاء السلام، ولزوم الإمام، والتفقه في القرآن، وحب الآخرة، والجزع من الحساب، وقَصْرِ الأمل، وحسن العمل. وأنهاك: أن تشتم مسلما، أو تصدق كاذبا، أو تكذب صادقا، أو تعصي إماما عادلا، وأن


(١) ابن ماجه [٢/ ١٤١٩] رقم (٤٢٤٨)،

(٢) سياسة المريدين للإمام المؤيد بالله #.