المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الرابع:] المباهاة

صفحة 51 - الجزء 1

  عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم التعمد»⁣(⁣١)، رواه أحمد.

[في التكلف في الكلام متى يقبح ومتى يحسن]

  تنبيه: من المباهاة: التفيهق في المحافل، بتكلف الكلام، ونوادر المسائل؛ طلبًا للرفعة.

  ويدل عل تحريمه قوله ÷: «ألا أخبركم بأبغضكم إليَّ، وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة، أسوأكم أخلاقًا، الثرثارون، المتفيهقون»⁣(⁣٢).

  أما لو قصد بتَوَخِّي⁣(⁣٣) الكلام البليغ أن يقع في النفوس، ويؤدي المعنى المراد بكماله، لا ليقال إنه بليغ، فلا كلام في


(١) أحمد في مسنده [١٣/ ٤٤٠] برقم (٨٠٧٤)، والحاكم في المستدرك [٢/ ٥٨٢] برقم (٣٩٧٠).

(٢) روى الإمام أبو طالب # في الأمالي [٤٤٨] برقم (٥٨٥): «إنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً، وَإنَّ أَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَنْزِلاً الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله أَمَّا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُمْ، فَمَنِ الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «الْمُتَكَبِّرُونَ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله أَمِنْ الكِبْرِ الدَّابَّةُ نَرْكَبُهَا وَالْحُلَّةُ نَلْبَسُهَا، وَالطَّعَامُ نَصْنَعُهُ لِلاخْوَانِ؟، قَالَ: «لاَ، وَلَكِنْ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ»، وروي بألفاظ مختلفة في: سنن الترمذي [٤/ ٣٧٠] رقم (٢٠١٨)، ومسند أحمد [٢٩/ ٢٦٧] رقم (١٧٧٣٢). وتفيهق في كلامه: تَكَلَّفَ التوسَّعَ والتعمق فيه تكبرا.

(٣) التوخي: قصْدُ التحري للصواب، أو للحق.