[النوع الرابع:] المباهاة
  عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم التعمد»(١)، رواه أحمد.
[في التكلف في الكلام متى يقبح ومتى يحسن]
  تنبيه: من المباهاة: التفيهق في المحافل، بتكلف الكلام، ونوادر المسائل؛ طلبًا للرفعة.
  ويدل عل تحريمه قوله ÷: «ألا أخبركم بأبغضكم إليَّ، وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة، أسوأكم أخلاقًا، الثرثارون، المتفيهقون»(٢).
  أما لو قصد بتَوَخِّي(٣) الكلام البليغ أن يقع في النفوس، ويؤدي المعنى المراد بكماله، لا ليقال إنه بليغ، فلا كلام في
(١) أحمد في مسنده [١٣/ ٤٤٠] برقم (٨٠٧٤)، والحاكم في المستدرك [٢/ ٥٨٢] برقم (٣٩٧٠).
(٢) روى الإمام أبو طالب # في الأمالي [٤٤٨] برقم (٥٨٥): «إنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً، وَإنَّ أَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَنْزِلاً الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله أَمَّا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُمْ، فَمَنِ الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: «الْمُتَكَبِّرُونَ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله أَمِنْ الكِبْرِ الدَّابَّةُ نَرْكَبُهَا وَالْحُلَّةُ نَلْبَسُهَا، وَالطَّعَامُ نَصْنَعُهُ لِلاخْوَانِ؟، قَالَ: «لاَ، وَلَكِنْ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ»، وروي بألفاظ مختلفة في: سنن الترمذي [٤/ ٣٧٠] رقم (٢٠١٨)، ومسند أحمد [٢٩/ ٢٦٧] رقم (١٧٧٣٢). وتفيهق في كلامه: تَكَلَّفَ التوسَّعَ والتعمق فيه تكبرا.
(٣) التوخي: قصْدُ التحري للصواب، أو للحق.