المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق السادس:] الذكر

صفحة 104 - الجزء 1

[الخلق السادس:] الذِّكر

  قال الله تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}⁣[آل عمران ٤١]، {وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ}⁣[الأحزاب ٣٥].

  وقيل له ÷: إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فأخبرني بشيء أتشبث به؟ فقال ÷: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله»⁣(⁣١). رواه الترمذي، وابن حبان، والحاكم في مستدركه.

[كيف يكون الذكر وبمَ]

  وهو: بالقلب، واللسان كتلاوة القرآن، وملازمة الأدعية المأثورة، والأذكار النبوية، في الأوقات المخصوصة، وعند قضاء الحوائج المهمة الدينية، وعند رقة القلب، ونزول العَبْرَة قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}⁣[البقرة ١٥٢]، وعنه ÷ - حكاية عن ربه تقدس وتعالى: «حبب إليَّ من دنياكم ثلاث: بدنٌ صابر، وقلب شاكر، ولسان ذاكر»⁣(⁣٢).

  وكذا ينبغي المداومة على الاستغفار والاستعاذة؛ فإن في ذلك خيراً كثيراً وكذلك: (لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من


(١) الأمالي الخميسية للإمام المرشد بالله # [١/ ٤٩٨]، والذكر لمحمد بن منصور المرادي ¥ [١/ ٦] رقم (٩)، والترمذي [٥/ ٤٥٧] رقم (٣٣٧٥)، وابن حبان [٣/ ٩٧] رقم (٨١٤)، والحاكم [١/ ٦٧٢] رقم (١٨٢٢).

(٢) العجلوني في كشف الخفاء [٢/ ١٨٦] من حديث طويل.