المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

ومعاني الفاتحة التي ينبغي له استحضارها

صفحة 32 - الجزء 1

  لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ} أي: ناصر {مِّنَ الذُّلِّ}⁣[الإسراء ١١١]، بل هو القاهر لكل قاهر، يحضر قلبه لقصد هذه المعاني عند النطق بذلك، فإنه ما أمر بها إلا ليستحضر معانيها، ويعرف مبانيها.

  ثم ينوي الصلاة التي يريدها بقلبه، ويقصد بفعلها تعظيمَ الله تعالى، والتقربَ إليه؛ امتثالاً لأمره، وإتباعًا لسنة نبيئه ÷، فإذا نوى ذلك، افتتح الصلاة بالإحرام؛ فيقول:

  (اللهُ أَكْبَر)، وتفسيره ما مر، ويستحضر نيَّة الإحرام؛ وهو تحريم كلِّ فعلٍ وقولٍ بعد التكبير سوى تأدية ما أُمِرَ به من الأذكار والأركان ويوطن نفسه بعزيمة صادقة على استيفاء الأذكار والأركان على الوجه الذي أمر به من وجوب، وندب، قاصداً معاني الألفاظ وعلى استكمال الأركان، وتأدية أذكارها، وعدم الانتقال عن شيء منها قبل تمامه.

ومعاني الفاتحة التي ينبغي له استحضارها:

  ما نذكره الآن: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أي: أشرع في القراءة المشروعة، مستعيناً باسم الله رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما.

  {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: الثناء والوصف الجميل يختص به ملك العالمين.

  {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} أي: المحسن إلى عباده بنعم الدنيا والآخرة.