المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[الخلق العاشر:] الصمت

صفحة 112 - الجزء 1

  بالطاعة، وذكر وفكر. وقيل في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}⁣[لقمان ١٢]: المراد: الصمت إلا عن المهم.

[من محاسن الصمت وفضائله]

  ومن محاسن الصمت، وفضائله: السلامة مما فشا وانتشر، وعمَّ الورى والبشر، إلا من عصمه الله - وقليل ما هم - وهو الوقوع في الغيبة، والتلوث بدرن النميمة، فإن هاتين الرذيلتين، الموبقتين، - ولا سيما الغيبة - لا يكاد قليل الصمت يسلم منهما، ومن التضمخ بهما، ولا شك في قبحهما، وعظم موقعهما في العصيان؛ فإنه شأن نطق به القرآن، وتكاثرت فيه الأخبار، وورد فيه من الترهيب، والوعيد الشديد، ما لا يقدر قدره، فنعوذ بالله من فرطات اللسان، وهفوات الجنان، وكفى بقوله تعالى - في الغيبة -: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}⁣[الحجرات ١٢]، وما تضمنته هذه الآية الكريمة من تقبيح هذه الخصلة الذميمة، وتشنيعها، وتهجينها، وتفظيعها.

  وقوله ÷: «إن الربا نيّف وسبعون باباً، أهونهن بابا من الربا مثل مَن أتى أُمَّهُ في الإسلام، ودرهم ربا أشد من خمسة وثلاثين زنية، وأشد الربا، وأربا الربا: انتهاك عرض المسلم،