[الخلق الثامن عشر] التوبة
  - ورجل تاب بقلبه وجوارحه، قد عطف بعضها على بعض، فأدمن المحاسبة مخافة أن ينقلب منه شيء أو يظفر به عدوه، فهذا الذي استوجب من الله العصمة والتثبيت.
  نعم، فيجب على العبد الصبر على التوبة، والتمسك على سبيل الاستمرار بها، والتوقي لأن يصرفه الشيطان بتسويله أو دعائه إلى الشهوات، أو حب المال، أو حب الشرف، فكل واحد منها قاطع للتائب عن التوبة.
  فالشهوة تدعو إلى ما يلذ السمع، والبصر، والشم، وفي المطعم، والمشرب، والمنكح.
  ومما تدعو إليه الكسل؛ لأن أصله حب الراحة، وهي أشد دعاء إلى الكلال.
  فيجب أن يستعين العبد على دفع الشهوات: بمداومة الجوع والعطش، وملازمة الخلوة.
  وحب المال يدعو إلى الجمع بين الحلال والحرام والشبهات.
  ومن جملة ما يدعو إليه: البخل الذي يمنع من إيفاء ما عليه من حقوق الله تعالى، وحقوق بني آدم المتعلقة بالمال.
  وحب الشرف يدعو إلى الحسد، والكبر، والرياسة، والرياء، والغضب.
  ويجمع ذلك كله: حب الدنيا؛ ولذلك قال ÷: «حب الدنيا رأس كل خطيئة».