المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

الفصل الثاني: [فيما يليق بالعبد ملازمته]

صفحة 138 - الجزء 1

  ويستعان على دفع حب المال: بأنه لا سبيل إلى نيل النفس غير القوت في المطعم والمشرب والملبس، وكذلك العيال، قلَّ المال أو كثر، ولا سبيل إلى غير ذلك من خلودٍ أو غيره.

  وإذا لم يرزق العبد الثبات على التوبة، والصبر على ملازمة الطاعة، فوقع في المعصية مرة أخرى، فلا يغفل عن معاودة التوبة المرة بعد المرة، ولا يقنط بسبب نقض التوبة؛ فعنه ÷ أنه قال: «إن عبدا أصاب ذنبا، فقال: يا رب، إني أذنبت ذنبا فاغفر لي، فقال له ربه: عَلِمَ عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر، ثم قال: يا رب، إني أذنبت ذنبا آخر، فاغفر لي، قال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، فغفر له» الحديث، حتى ذكر مثل هذا المعنى بمثل هذا اللفظ أربع مرات، قال في آخرها: «فقال ربه: غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء»⁣(⁣١). رواه البخاري، ومسلم.

  والمعنى: يعمل ما شاء ما دام كلما أذنب ذنبا استغفر وتاب منه، ولم يعد إليه، هكذا تأوله بعض العلماء.


(١) البخاري [٩/ ١٤٥] رقم (٧٥٠٧)، ومسلم [٤/ ٢١١٢] رقم [٢٩ - (٢٧٥٨)].