الثانية: معاملة الله تعالى:
  والحلال ما أمكنه، إلى غير ذلك من الخلائق المحمودة.
  ثم ليطهر لسانه من: الكذب، والنميمة، وسائر فضلات الألسنة، ثم يده وبطنه وفرجه، وسمعه، وبصره، وسائر جوارحه.
  وينظر في حلّ ملبسه، وسائر تصرفه، ولا يطيع نفسه في شيء من هواها، اللهم إلا أن يخشى منها النفور الكلي، فإنه يُرَفِّهُ(١) عليها بشيء من المباحات؛ مع استحضار النية الحسنة، والإقلال ما أمكن، ويبني نفسه على الإتيان بالطاعة، واجتناب المعصية ما أمكن.
الثانية: معاملة الله تعالى:
  وهي بالالتجاء إليه، ورؤية أن لا سواه، وأن يكون العمل له وبه كما تقدم. ولا طريق سوى الاعتراف بالعجز عن بلوغ أداء ما يستحقه.
  وليحذر أن يفقده حيث أمره، أو يراه حيث نهاه، وليثق به غاية الثقة؛ لا بغيره، فمن عامله ربح وأفلح، ورشد وأصلح.
الثالثة: معاملة الشيطان:
  بأن يبني على أنه عدوُّه، فلا يطيعه، ويستشعر أنه يأتيه من طرق كثيرة؛ فإذا خطر بقلبه ما لا يعلم أنه منه وأحس هو أم لا - عرضه على الشريعة المطهرة، ثم تثبتَ وتأنَّى، واستخار
(١) يرفه: من الرفاهية، وهي النعمة والسعة، والمراد: أن يوسع على نفسه بشيء من النعم المباحات؛ لينفي عنها النفور.