المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[مقدمة الإمام]

صفحة 17 - الجزء 1

  بالمراد وافية؛ تتضمن قلَّةً في اللفظ، وسِعَةً في المعنى؛ ليسهلَ عليَّ ملازمة مطالعته في أكثر أوقاتي، واستصحابه في حضر وسفر، ومَلَاءٍ وخلاء⁣(⁣١)؛ عساه أن يخفف من عيوبي وآفاتي⁣(⁣٢).

  وجعلته مشتملاً على: مقدمة، وفصلين، وخاتمة.

  فالمقدمة: في ذكر سبب الغفلة عن الموت، وعدم اختيار العقلاء - مع كمال عقولهم - ما يفضي بهم إلى السعادة الطويلة.

  وذكر السبب في غفلة العبد حال قيامه لمناجاة ملك السموات والأرض، مع علمه أنه حاضر لديه، ورقيب عليه.

  وأما الفصلان:

  فالأول منهما: فيما ينبغي للعبد تجنبه من الأخلاق الذميمة.

  والثاني: فيما يليق به ملازمته من الطرائق القويمة.

  وأما الخاتمة: ففيما يصلح به الحال، ويحصل به الفوز في المآل: من ذكر أمهات المعاملة⁣(⁣٣)، وأنواعها، وتعدادها، وتفصيلها، ومن توظيف الوظائف الحسنة، وتوزيع الأوقات على المهمات، ومن إمعان النظر فيما ينجي من الخطر، الوارد في الخبر المشهور: «والمخلصون على خطر عظيم».

  والله سبحانه ولي التوفيق، والهداية إلى واضح الطريق.


(١) أي: في حال كوني مختلطا ومجتمعا بالناس، وفي حال كوني مختليا بنفسي.

(٢) الآفات: جمع آفة، وهي الفساد يعتري الشيء. والعيوب: جمع عيب، وهو ما يعاب به الإنسان؛ أي: يُنْتَقص به.

(٣) المعاملة: مفاعلة، وهي: عمل يشترك فيه فاعلان، والمعاملة نوعان: معاملة بينك وبين الخالق، ومعاملة بينك وبين المخلوق.