[الدواء]
  كما يشعر به قوله ÷: «مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ يمرُّ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ»(١) - وفي رواية -: «فَمَاذَا تَرَونَ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنَ الدَّرَنِ بَعْدَ ذَلِك»(٢)، هو(٣) أن يصرف العبد ذهنه إلى أن قيامه للوضوء والصلاة إنما هو:
  - لخطاب ملك الملوك.
  - والاعتذار إليه من التقصير في الحياء منه في أحواله السابقة.
  - وليطلب منه العفو والمسامحة والإحسان.
  - ولأداء ما كلفه من العبادة.
  وعن الحسن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: أنه كان إذا قام للوضوء اصفَرَّ لونه، وانْتُقِعَ(٤)، وقال: (علمت أني قمت للتهيؤ لخطاب ملك الملوك، فارتعدت لهيبته)(٥).
(٣) رواه الإمام أحمد بن عيسى # في الأمالي، وفي آخره: «يغتسل فيه كل يوم خمس اغتسالات». وروى مسلم [١/ ٤٦٣] برقم [٢٨٤ - (٦٦٨)]: «مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار، غمر على باب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات». وفي آخرها قال الحسن: (وما يبقي ذلك من الدرن؟). وأخرج نحوه: البخاري [١/ ١١٢] رقم (٥٢٨)، ومسلم [١/ ٤٦٢] رقم [٢٨٣ - (٦٦٧)].
(١) ترفع بعض الروايات هذا الكلام إليه ÷، والبعض موقوفًا عن الحسن البصري.
(٢) خبر: لعلّ، في قوله: (لعل السبيل).
(٣) انْتُقِعَ، بالبناء للمجهول: تغَيَّرَ لونُه مِن حُزنٍ أو فزع.
(٤) ويروى هذا أيضًا عن سيد العابدين علي بن الحسين #: أنه كان إذا توضأ وفرغ من وضوئه أخذته رعدة فقيل له في ذلك. فقال: ويحكم، أتدرون إلى من أقوم ولمن أريد أن أناجي. [ابن حجر الهيتمي في الزواجر ١/ ٢٧].