[النوع السادس:] الحسد
  هكذا قيل، والأولى: أن يجعل ما كان بالقول مما ذكر من مقتضيات الحسد، لا قسمًا منه؛ فإنه من أعمال القلوب خاصة، والله أعلم.
[صور من الحسد]
  ومنه: تَكَلُّفُ الطعن على كلام المحسود من العلماء في مؤلفاته وفتاويه، وتقبيح صناعته فيها، لا لمصلحة.
  ومنه: ترك التعريف بما يعرفه من محاسن المحسود ومكارمه، في مقامٍ يقتضي ذلك.
  ومنه: إيراد الملغزات(١) عليه؛ طلبًا لغلطه.
  وعلى كثرة وقوع الحسد بين حملة العلم، ودخول الشيطان بينهم، من هذه الجهة، نَبَّهَ الخبرُ الوارد في كتاب الفردوس - والله أعلم بصحته - وهو: «لا تقبلوا أقوال العلماء بعضهم على بعض، فإن حسدهم عدد نجوم السماء، وإن الله لا ينزع الحسد من قلوبهم حتى يدخلهم الجنة»(٢).
(١) الملغزات: هي المسائل الغامضة، مِن: أَلغَزَ في كلامه: إذا عَمَّى مرادَهُ فيه.
(٢) ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله [٢/ ١٠٩١] برقم (٢١٢٥)، موقوفا على ابن عباس ® بلفظ: (خُذُوا الْعِلْمَ حَيْثُ وَجَدْتُمْ، وَلَا تَقْبَلُوا قَوْلَ الْفُقَهَاءِ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ؛ فَإِنَّهُمْ يَتَغَايَرُونَ تَغَايُرَ التِّيُوسِ فِي الزَّرِيبَةِ)، وكذا في الإحياء للغزالي [١/ ٤٥].