المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع السادس:] الحسد

صفحة 57 - الجزء 1

  هكذا قيل، والأولى: أن يجعل ما كان بالقول مما ذكر من مقتضيات الحسد، لا قسمًا منه؛ فإنه من أعمال القلوب خاصة، والله أعلم.

[صور من الحسد]

  ومنه: تَكَلُّفُ الطعن على كلام المحسود من العلماء في مؤلفاته وفتاويه، وتقبيح صناعته فيها، لا لمصلحة.

  ومنه: ترك التعريف بما يعرفه من محاسن المحسود ومكارمه، في مقامٍ يقتضي ذلك.

  ومنه: إيراد الملغزات⁣(⁣١) عليه؛ طلبًا لغلطه.

  وعلى كثرة وقوع الحسد بين حملة العلم، ودخول الشيطان بينهم، من هذه الجهة، نَبَّهَ الخبرُ الوارد في كتاب الفردوس - والله أعلم بصحته - وهو: «لا تقبلوا أقوال العلماء بعضهم على بعض، فإن حسدهم عدد نجوم السماء، وإن الله لا ينزع الحسد من قلوبهم حتى يدخلهم الجنة»⁣(⁣٢).


(١) الملغزات: هي المسائل الغامضة، مِن: أَلغَزَ في كلامه: إذا عَمَّى مرادَهُ فيه.

(٢) ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله [٢/ ١٠٩١] برقم (٢١٢٥)، موقوفا على ابن عباس ® بلفظ: (خُذُوا الْعِلْمَ حَيْثُ وَجَدْتُمْ، وَلَا تَقْبَلُوا قَوْلَ الْفُقَهَاءِ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ؛ فَإِنَّهُمْ يَتَغَايَرُونَ تَغَايُرَ التِّيُوسِ فِي الزَّرِيبَةِ)، وكذا في الإحياء للغزالي [١/ ٤٥].