[النوع الحادي عشر:] المداهنة
  أمتي، بل فتاي، أو فتاتي، فإن العباد عباد الله، والإماء إماء الله». أو كما قال.
  •· ومنها: الدعاء لأهل الدول بتخليد الملك، في المحاورة، والمكاتبة؛ إذ فيه طلب ما أخبر الله بأنه لا يكون(١)، وأما إذا كان المدعو له ظالمًا، فمحرمٌ؛ للخبر: «من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه»(٢). ففيه تصريح بعدم جواز الدعاء للظالم بالبقاء، فكيف بالتخليد.
  وأما الدعاء بالبقاء للمحقِّ فحسن، وكذا استعمال الألقاب في المكاتبة المعتادة كشمس الدين، ونحوه، فإنه لا بأس به، وإن كان مبتدعاً؛ لجريه مجرى أسماء الأعلام المتضمنة تشريفاً؛ كصالح، وفاضل.
  وكذا لا بأس باستعمال لفظ: (سيدي)، و (مولاي)، في حق من ظاهره الصلاح؛ فقد جرى استعماله في الصدر الأول.
(١) إشارة إلى قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}[الأنبياء ٣٤].
(٢) الانتصار للإمام يحيى بن حمزة # مرفوعا، والبيهقي في شعب الإيمان [١٢/ ٤١] رقم (٨٩٨٦) عن الحسن البصري موقوفا، أبو نعيم في حلية الأولياء [٧/ ٤٦] عن سفيان الثوري موقوفا، وفي [٨/ ٢٤٠] عن يوسف بن أسباط. وروى الإمام الموفق بالله # في الاعتبار رقم (١٦٤) عن أنس: «إن اللّه يغضب إذا مدح الفاسق».